منتدى الشجرة والحماداب
منتدى مدينة الشجرة والحماداب
منتدى الشجرة والحماداب
منتدى مدينة الشجرة والحماداب
منتدى الشجرة والحماداب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه السر والعوض 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ameen altaher derar
شجرابي
شجرابي



الجنس : ذكر الاسم كامل : امين الطاهر درار

قصه السر والعوض 4 Empty
مُساهمةموضوع: قصه السر والعوض 4   قصه السر والعوض 4 I_icon_minitimeالأحد 29 يوليو 2012, 8:29 am

4ـ إلى السوق العربي
خرجنا من عند عم عبد الواحد متوجهين نحو الشارع العام وأنا أحمل الحقيبتين -خاصتي وحقيبة السر- أما هذا الأخير فقد كان يحمل الكرتونة وهو يبدو منتشياً لحملها رغم أنها ثقيلة الوزن وربما تجعله يبدو في مظهر مشين لا سيما وأنه كان يرتدي جلابية هي الأخرى مشينة, لأنها صارت أقرب للمتسخة! وعندما وصلنا إلى الزلط العام تجاوزت الساعة الخامسة ببضع دقائق, ولحسن الحظ تصادف وصولنا إلى المحطة مع توقف أحد البصات – تشبه في شكلها بصات تاتا – لينزل بعض الركاب, صعدنا إلى ذلك البص ونحن نقصد السوق العربي وقد تذكرنا أننا نسينا أن نصلي العصر!.
- والله عمنا داك لخمنا بكلامو الكتير...! نسّانا صلاة العصر!.
- يا زول ما مشكلة بنلحق نصليه في الجامع الكبير كان الله هون.
كان البص بطيئاً وكثير الجلبة والإهتزاز, ولا يكاد يسير قليلاً حتى يتوقف لينزل بعض الركاب ثم يواصل ولا يكاد ينتظم في سيره حتى يتوقف ثانية ليرفع البعض. كنت مسروراً ومنتشياً لهذا التردد شبه المنتظم من التوقف والمسير وأنا أتأمل في أولئك البشر الذين يصعدون وينزلون, فبعض الوجوه كالحة تحكي ملامحها عن قصص الشقاء و(القَهَرْ), بينما البعض الآخر يغمرها النعيم وتشع من محياها وضاءة الدعة والترف, فبرغم أن عيناي لم تفلت أي شخص صعد إلى البص, وتظل تتابعه إلى أن يجلس وكذلك عندما يقوم أحدهم من مقعده – إذا توقف البص – أتابعه بنظري إلى أن ينزل, ومع ذلك كله فقد كنت متابعاً بشغف شديد لصوت الكابلي الذي كان يأتينا من السماعة المعلقة مباشرة فوق رأسينا – أنا والسر – وهو يصدح بأغنية جميلة أذكر من كلماتها:
يشيلك شوق وسط عينيك
يوديك مقرن النيلين...!
تمنيت أن هذا البص (الهَكَر) يستمر في مسيره هكذا ولا يصل بنا أبداً إلى السوق العربي, حتى لا ينقطع عني هذا العالم الجميل الذي إرتسم حولي!.
- عارف يا العوض حقو انت تمشي بيت العزابة براك. ماك خابرو؟!.
- كيفن ما خابروا هو انا جيتو كم مرة؟!! لكن خبارك دايرني أمشي وحيدي بدور تمشي وين يا السر؟!
- العوض أخوي هوي ماك خابر أمبدة دي كلها حرامية وربابيط..؟ كان شمو ريحت المكرفونات الفي الكرتونة دي قسم كان يقلعوهن مننا رجالة ساي كده!!...
- هوي يا السر أنا أمبدة دي جيتا أكتر منك.. حرامية شنو وربابيط شنو..؟ ما الكرتونة دي سلمني ليها أن المسئول منها!.
- لا لا يا العوض.. انت ماك خابر عمك عبد الواحد ده زول صعب؟ احسن نبعد من المشاكل..! وكان ختينا حرامية أمبدة.. العزابة البنوم معاهم ديل ذاتن ما هينين...! عليك الله الناير ود جاد الرب الشغال عجّان في الفرن داك بِنضمِن..؟ يا زول ها الضمان ضمان الله!.
- أها قول كلامك ده صاح بيت العزابة ما بنضمن عاوز تعمل شنو..؟ الكرتونة دي عاوز تختها وين لغاية ما نسافر؟!.
- يا زول أنا خابر لي بكان أمان بمشي أختا فوقو...
- البكان ده ياتو يا النّجيِّض!.
- البكان هناك في الصحافة ... بين خالتي سكينة هسع أنا المفروض أنزل في المحطة البعد الجاية ديك علا لكن بصل معاك السوق وكان ما ركتبك مواصلات أم درمان ما بفوتك!.
- أقو لك حاجة يا السر.. أنا تاني ما عندي شغلة بالكرتونة المعاك دي خلاص بقت مسئوليتك براك. وبعدين داير تركبني المواصلات بخاف قايلني شافع..؟! يا السر انت بتين شفت الخرطوم دي والله دي حكاية الحوار الغلب شيخو..!
- يا خي مالك ات زول معقد كده يا العوض أنا بدور ارفقك وأصلي معاك العصر في الجامع.. على الأقل أطمن عليك ياخي الظروف ما معروفة في البلد الكلها لحم راس دي..!
ضحكت لذلك وضحك هو الآخر, ومن كل هذا الكلام والجدال فهمت شيء واحد فقط هو أنني سأتوجه في ما تبقى من وقت من تلك العصرية إلى أمبدة لوحدي. وسيتوجه السر إلى خالته في حي الصحافة ليبيت معهم وحتى يحفظ مكرفونات الجامع الثمينة في مكان أمين بعيداً من تهديدات اللصوص وقطاع الطرق – كأننا نتنقل داخل غابة – مر الوقت سريعاً ولم أكد أصدق عندما توقف بنا البص بميدان أبو جنزير جوار الجامع الكبير معلناً عن نهاية رحلته ، توجهنا لتونا نحو الجامع وأدينا صلاة العصر في جماعة صغيرة بعد ما فاتتنا الجماعة الأولى قبل أن نصل بوقت طويل. ثم رافقني السر إلى أحد مواقف المواصلات وجعلنا نتفحص المركبات الواقفة وندقق النظر فيها, إلى أن فطنت إلى أحد البصات مكتوب على جانبه – الخرطوم أم درمان البوستة – والركاب يتزاحمون في الصعود إلى داخله:
- أنا أخوك يا السر دي عربيتي ذاتا مع السلامة!.
- أقيف يا زول قبال ما تركب أديني شنطتي عاوزني بكرة أحوم بجلابيتي الوسخانة دي..؟ بعدين أقولك وصية: باكر يا العوض أوعك تطلع من بيت العزابة أحدي ما أجيك.. عشان نكمل موضوع الجوازات.
أعطيته شنطته.. وبوصيته تلك جعلني أفطن إلى أمر ما كان لي أن أذكره في تلك الأثناء الحرجة مع هرج الزحام وصخب المواصلات.!
- الله يا السر الجوازات قروشا ندبرا كيف وهسع ما عندنا حق البطلع فد جواز!.
- أطمّن يا العوض.. أنا بكرة بمشي لي عمي موسى وبسلموا المبلغ كامل بعداك بجي أسوقك نستلم جوازاتنا وبعدين بنتحاسب.. وأنا واثق فيك!.
شعرت بالإرتياح وكأن هماً كبيراً قد انزاح عن كاهلي – جواز بحالو ممكن يطلع بالسهولة دي!- لكن الشكوك التي حامت حولي لم تجعل لتلك الفرحة التي بدأت تطل على محياي أن تكتمل لأنني كنت أعلم أن السر – الذي أدرك تماماً حالته المادية- لا يملك سوى ثمانية جنيهات فمن أين له الحصول على مبلغ آخر يقارب 40 جنيهاً هو حصيلة ما يكفي لاستخراج عدد جوازين لكلينا – إلا أنني مع ذلك تعاميت عن تلك الأفكار التي كنت أراها مظلمة وتأسيت بالمثل (الغرقان بتعلق بالقشة) و (سيد الرايحة بفتح خشم البقرة) ورغم ذلك وجدت نفسي تعاتبني بمثل أثقلني (عاوز تلقى في بيت المرعفين عضام) ويا له من مد وجذب لم أوفق الى حل وسط سوى أن أستسلم لما يمليه علي السر.
- كلام عديل يا السر بكرة إن شاء الله تلقاني راجيك اليوم كلو احدي ما تجيني.. مع السلامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه السر والعوض 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشجرة والحماداب :: شجرة القصص والنكات والفرفشة-
انتقل الى: