رحيل العملاق الامبراطور وردي

الحزن القديم
رحلت عصافير الخريف فى موسم الشوق الحلو من بلدي الحبوب ابو جلابية وتوب , ماتت حروف اللقيه قبال أهمسا والله ما غابت محاسنك يا وردي لا العود اتنسا .. يا أعز الناس حنانك العمر ذادت غلاتو معاك .. لو لحظة من وسني تغسل عنى حزني تحملنى ترجعنى الى عيون وطنى يا وطني , رحلت وجيت فى بعدك لقيت كل الغناء منفى .. أصبح الصبح كان الزمن الماضي على الماء نقوش وانا ما زلت فى الارض أنادي يا وردي يا وردي رحلت من غير ميعاد واصبحت وحيد غريب فى غربتو . طال بينا الحنيين طال بينا الشجن بالله يا طير قبل ما تشرب تمر على قبر جميل تلقى نور العين يلمع فى الظلام زي سيف مجوهر فى النجوم من غير نظام , تقيف لديه وتحيه بأحترام وانقل اليه شوقنا طول طول ولسه معاي وقول ليه زمان كنا بنشيل الود وندي الود وفى عينينا كان فرحة وحنان وفات الحد زمان ما عشنا فى غربة ولا قاسينا الوحدة وهسه بعد رحيلك رحنا نتوجع ونتوجع .. يا نور العين انت وينك وين قلبى الحابيك ما خان لياليك ما بدل حبو ابدا ما اتنكر ليك .. خطاباتى البوديها تقول لا بتمشي لا حاجة وديت ليه زول مرسال والمرسال مشي وما جاء بقيت انا والنجوم بالليل سوي نساهر ونتناجا واصبحت افتش ليه فى التاريخ واسال عنه الاجداد وسأل عنه المستقبل اللسه سنينو بعاد وفى الاعياد وفى احزان عيون الناس وفى الضل الوقف ما ذاد .. يا وردي يا جميل ومستحيل أنت دائما زي سحابه صيف الريح تعجل برحيلا . عيونى فى الدمعات وحيله , انا لا الصبر قادر على ولا عندى حيله .. رحيلك زي سوات العاصفة بساق الشتيل الني وقت السيل لمن يتحدر يكسح ما يفضل شئ دا كان فراقك وقت حسيتو شفت الدينا دارت بى , شعرت بالرعشة من صوف راسي لكرعي ومن الساعة ديك يا وردي ولع فينى جمر الغي كتمت الحزن ماشافوه ناس الري وقلت الجنة ديك انشاء الله ما تقسى دروبا عليك .. يا حلم حاضرنا وشمس ما ضينا وشمس كل زمان وقالوا شدو وراحو وفى المنام استراحو وكيف يا زهرة عمرنا كيف انت المناضل كفاحه وقالوا ارضا بعيده فى رحلة النسيان بتسوى موت الزمن , نحن لو خيرونا والله يا وردي ما اخترنا غيرك هرم , أسمك الظافر ينمو فى ضمير الشعب أيمانا وبشرى وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاح وبأيدينا توهجت ... كان وردي فى أمتنا منذ الازل كان خلف الصبر والاحزان يحيا صامدا منتظرا حتى اذا الصبح اطل اشعل الفن نارا واشتعل حتى انتصر .. يا اهلى فى السودان وبلاد المهجر كمان سلام سلام سلام سلام ... سلام على الدومة والطنبور وغصن البان سلام على النيل وقمر الليل وحسنه الكان ووداعا ووداعا ووداعا ووداعا . يا امبراطور السودان .

حدثت وفاته عشية يوم السبت، عن عمر يناهز 80 عاماً، إثر علة. والفقيد من مواليد 1932 بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري (جارنا فى الشمالية والشجرة ياعبدو) بالولاية الشمالية. واشتهر الفقيد بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً،