منتدى الشجرة والحماداب
منتدى مدينة الشجرة والحماداب
منتدى الشجرة والحماداب
منتدى مدينة الشجرة والحماداب
منتدى الشجرة والحماداب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المؤرخ السوداني أبو سليم

اذهب الى الأسفل 
+5
idrisaldo
محمد عباس
اشرف ترجمان
منتصر الرشيد بخيت العبيد
ياسر عدوي
9 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ياسر عدوي
admin
admin
ياسر عدوي


الجنس : ذكر

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالجمعة 19 ديسمبر 2008, 4:42 pm


المؤرخ السوداني محمد إبراهيم أبو سليم تاريخ الوثائق في السودان


يعتبر محمد إبراهيم أبو سليم من المؤرخين السودانيين الرواد في العصر الحديث والمعاصر، وذلك من خلال أبحاثه التي تجاوزت مائة كتاب، وقد أوردت الموسوعة العالمية Who is Who سيرته الذاتية قبل وفاته في عام 2004 ووصفته بأنه من الشخصيات العالمية المتميزة في مجال الوثائق والتاريخ.

ولد أبوسليم في قرية صغيرة في وادي حلفا شمال السودان عام 1927م تلك المدينة التي غمرت بالمياه بعد قيام السد العالي، وتخرج في جامعة الخرطوم عام 1955م ثم التحق بخدمة محفوظات السودان في العام نفسه والتي تطورت على يديه حتى أصبحت دار الوثائق القومية السودانية.

خلال حياته العملية ساهم في تنظيم دار الوثائق القطرية، ودار الوثائق الإماراتية وترأس الجمعية التاريخية السودانية أكثر من دورة، كما ترأس عددا من اللجان القومية منها لجنة تقسيم المديريات الجنوبية والشمالية ولجنة تنظيم العاصمة السودانية الخرطوم التى أفرد لها أحد مؤلفاته، متناولا الآراء المختلفة حول اسم الخرطوم تاريخها القديم والحديث وأهم معالمها المهمة. نال وسام النيلين من الدرجة الأولى وهو أرفع وسام يمنح في السودان. وقد ظل مع رفيق دربه وأستاذه الدكتور يوسف فضل مدير جامعة الخرطوم الأسبق ولفترة طويلة قاسماً مشتركاً في مناقشات الإجازات العملية التاريخية، كما عمل أستاذا متعاونا في عدد من الجامعات وأستاذا زائرا في جامعة بيرجن بالنرويج وأشرف على عدد من الرسائل الجامعية واستطاع بذكائه المعهود واطلاعه الواسع أن يرشد إلى بعض الوثائق التي ساهمت بشكل حاسم في إعادتها من براثن إسرائيل إلى مصر.

والمتتبع لشخصية الدكتور أبو سليم عندما يتحدث باللغة النوبية وهي لغة أهله في شمال السودان، أول ما يتبادر إلى ذهن الشخص المستمع أنها اللغة الوحيدة التي يتحدث بها، وكذا الحال بالنسبة للغتين العربية والإنجليزية.

أما بحوث أبو سليم سواء التاريخية أو غيرها من الموضوعات التي كتب فيها فلا يمكن لأي باحث في تاريخ السودان أن يتجاوزها، لأنها تعتمد في المقام الأول على الوثائق والتحليل العلمي الرصين المشبع بالخبرة والحيادية الكاملة، بعيدا عن الأخطاء التاريخية الشائعة.

ويظهر هذا بوضوح من خلال مؤلفه (في الشخصية السودانية) الذي صدر عام 1979 وفيه استطاع أن يحلل الشخصية السودانية والمؤثرات التي ساهمت في تكوينها، حيث أشار إلى أنها ولدت من التلاقح العربي والآسيوي والاوربي أحيانا. إن أول ما يلفت نظرنا أن الشخصية السودانية وليدة بيئات متعددة، فنحن مثلا نستطيع أن نقبل القول بأن مصر هبة النيل لأن النيل هو واهب الحياة في مصر.

أما أمر السودان فمختلف لأن العوامل التي تعطي الحياة متعددة (النيل - الأنهرالصغيرة - المطر - المياه الجوفية - الجبال - السهول)، وفضلا عن ذلك فإن أطراف السودان متصلة ببلاد مأهولة ولذلك ظل السودان طوال القرون يستقبل أفواجا من المهاجرين من أجناس شتى من زنوج وساميين وحاميين وعناصر مختلفة. وكانت هذه الأفواج ذات حضارات متفاوتة. في داخل هذا الإطار الطبيعي والبشري ولدت الشخصية السودانية وأخذت بعدها التاريخي، وخلال مسيرتها التاريخية الطويلة كانت هذه الشخصية تتأثر بعاملين:

أولهما: أثر هذه البيئات المتعددة فداخل البيئة الخاصة يظهر الفرد السوداني أو الإنسان السوداني ويأخذ صورته المميزة وينمو فيها ويتطور ويصنع ثقافته الخاصة وربما لغته الخاصة ونظمه المحلية التي تنظم حياته وتزيد علاقته بغيره.

ثانيهما: عامل الحضارة الأوسع الذي يربط بين هذه البيئات وبالتالي يعطي للشخصية السودانية بعدا جديدا هذا البعد هو محاولة الالتقاء بالغير والعيش معه دون التضحية بالفردية أو المزاج الخاص أو الشعور بالمحلية والاعتزاز بها.

أبو سليم وتاريخ المهدية

تاريخ الدولة المهدية في السودان مصطلح عرفت به الحركة الوطنية التي قادها الثائر السوداني محمد أحمد المهدي ومن بعده عبد الله التعايشي خلال الفترة (1881- 1898م) حيث استطاعت هذه الحركة أن تنتصر على جوردون باشا في عام 1885م والذي كان يحكم السودان باسم السلطان العثماني.

وقد نجح أبو سليم في أن يلفت الأنظار إلى هذه الحقبة المهمة من تاريخ السودان من خلال كتاباته الغزيرة، ونذكرمن مؤلفاته:

الحركة الفكرية في المهدية

وفي هذا الكتاب يشير إلى أن فكرة المهدي فكرة قديمة وقد ظهرت في تاريخ الإسلام منذ وقت مبكر وهي تستند إلى بعض الأحاديث التي رويت عن النبي عليه الصلاة والسلام وبعض التأويلات لبعض الآيات. ويلاحظ أن لفظ المهدي نفسه لم يرد في القرآن، كما يلاحظ أن الأحاديث عن المهدي لم ترد في كتب الحديث التي تشدد أصحابها في ضوابط الرواية كصحيح مسلم وصحيح البخاري، إنما وردت في الكتب غير المتشددة في هذه الناحية كسنن أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي.

وقد سمع المسلمون في السودان كغيرهم من المسلمين - وخاصة من لهم اطلاع - بفكرة المهدي المنتظر وانتظروا مجيئه أيا كان مكان ظهوره. ويبدو أن فكرة المهدي قد وفدت إلى السودان من الكتب وعن طريق الطرق الصوفية التي انتشرت في السودان، وعن طريق الاتصال بالمسلمين عن طريق الحج والتجارة. ويلخص أسباب الثورة المهدية في النقاط الآتية: (الانتقام من فظائع الترك، وفداحة الضرائب، ومنع تجارة الرقيق، واستخفاف الحكومة بمحمد أحمد المهدي في أول أمره، وانشغال الحكومة التركية في مصر بثورة عرابي، وضعف الحاميات العسكرية في السودان، وسياسة التردد إزاء الحركة)، ثم عرج أبوسليم في هذا الكتاب إلى النظم الديوانية وتطبيقاتها في الدولة التي أقامها محمد أحمد المهدي.

وقد أشاد المؤرخ البريطاني ب.م هولت بهذا البحث، واصفا إياه بالصرح الشامخ في البحث العلمي، وأنه قد تملك نواصي موضوعه وتضلع فيه تضلعا تاما وقد تناوله في يسر وسلاسة وأظهر أنه مقتدر تماما في الأوجه الفنية لموضوعه.

الآثار الكاملة للإمام المهدي

صدر هذا الكتاب في أربعة أجزاء (مجلدات)، ناقشت خطابات ومنشورات المهدي الخاصة والعامة، ويقع الجزء الواحد في حوالي 460صفحة من الورق المتوسط. وقد استغرق هذا العمل حوالي ثلاثين عاما من الإعداد المتواصل، مما يدل على صبر واجتهاد الدكتور أبو سليم دون ملل من أجل تقديم الحقائق التاريخية بشكل مثالي لا يتطرق إليه أدني شك، وهذه أهم الصفات التي تميز بها عن غيره من المؤرخين.

أبوسليم وعلم الوثائق

عندما كنا في السنة الخامسة بكلية الآداب، تخصص تاريخ، كان يقوم الدكتور أبو سليم بتدريسنا (تاريخ السودان دراسة وثائقية)، وكان الواقع يشير إلى أننا أمام جراح متمكن في تشريح علم الوثائق وقد استطاع في مدة وجيزة ان يغرس فينا عشق علم الوثائق من خلال محاضراته الشائقة المليئة بالعلم الغزير، الممزوجة بروح الدعابة وخفة الدم التي اشتهرت بها شخصيته وسط أصدقائه وطلابه.

الوثيقة العربية في السودان

يرجح مجيء الوثيقة العربية إلى السودان مع قدوم العرب، والمصادر لا تشير إلى أية وثيقة عربية كتبت في السودان قبل قدوم العرب المسلمين إلى بلاد النوبة, وهي بلاد لها حضارة عميقة الجذور وقد عرف أهلها التدوين منذ فجر التاريخ، وخطوا بالهيروغليفية والمروية وبلغات أخرى وطوعوا أحرف اللغات الأجنبية التي كتبوا بها لتكون ناطقة بمخارج لسانهم كما ابتدعوا حروفا جديدة لأصواتهم الخاصة.

أشار أبو سليم إلى أن اتفاقية البقط التي أبرمت بين المسلمين العرب وبلاد النوبة في عام 31هـ هي أول ما كتب بين العرب والنوبة ثم جاء غلام الله بن عائد في منتصف القرن الرابع عشر أو منتصف القرن الخامس عشر ووضع أساس مدارس العلم التي يقصدها الطلبة بعد أن يتلقوا مراحل التعليم الأولى ويكملوا حفظ القرآن. وفي القرن السادس عشر أنشأ إبراهيم جابر البولاد مدرسة للعلم في شمال السودان وأصبحت هذه المدرسة بداية سلسلة من المدارس العلمية التي عمت جميع السودان، وكانت هذه المدارس على قدر عظيم من الأهمية لأنها دعمت الثقافة العربية الإسلامية، وأيضا كان لمراكز التصوف الأثر الكبير في انتشار الوثيقة العربية في السودان وذلك لما كان يبذل فيها في مجال التعليم والإرشاد من خلال الخلاوي التي كانت تقام في هذه المراكز من أجل تعليم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن.

ثم جاءت السلطنات الإسلامية التي قامت في السودان, سلطنة الفور في دار فور أواسط القرن الخامس عشر, وسلطنة الفونج في القرن السادس عشر على أنقاض مملكة النوبة المسيحية العليا. وعلى ما يبدو فإن التدوين لم يكن منتشرا في أول الأمر وكان من يريد أن يبلغ أمرا لشخص ينقله إليه شفاهة أو يرسل إليه رسولا ينقل له ما يريد وإذا أراد المرء ان يوثق أمرا (كطلاق أو عقد أو عطاء أو وصية) أشهد عليه العدول ليستدل بهم عند الحاجة شفاهة أيضا، وفي بعض العقود كانوا يشهدون عامة الناس. على أن تعقد المجتمع وانتقال الدولة واكتمال مقوماتها دعا الأمر إلى تدوين الأشياء المهمة، وهنا ظهر اثر المتخرجين من مراكز العلم والعلماء والقادمين من خارج السودان, خاصة مصر.

وقد أفرد لوثائق السلطنات الإسلامية عدة مؤلفات نذكر منها: (الختم الديواني في السودان) (الفور والأرض) (الفونج والأرض) (الأرض في المهدية) وSome Document from Eighteenth - Century Sinnar) بالاشتراك مع الاوربي Spaulding.

وقد أشار في معرض تحليله إلى أن الأسلوب الذي كتبت به الوثيقة العربية في السودان أنه وسط بين الفصحى والعامية. أما نوع الخط فهو خليط من مؤثرات مختلفة مثل الصحراوية والرسم العثماني.. إلخ.

ومن خلال تحليله وبحثه الدقيق في هذه الوثائق استطاع أن يكشف الثقافة التقليدية التي كانت سائدة في السودان قبل أن يفد إليه الحكم التركي المصري 1821-1885م بالإضافة إلى النظام الديواني الذي كان سائدا خلال تلك الفترة من تاريخ السودان.

وأيضا ارتبطت دراسات أبوسليم للوثائق بالأختام التي تعتبر جزءا أساسيا في الوثائق, وقد أفرد لذلك كتابا حمل عنوان «الختم الديواني في السودان» أوضح فيه أن الختم توثيقًا هو الأثر الذي يتركه جسم الختم على الوثيقة أو المادة بغرض التأكيد, أي لإضفاء الشرعية على ما جاء بها أو التامين عليها وهي علامة لليقين. ويصنع هذا الجسم لأداء هذا الغرض بالوجه الذي يستلزمه العمل به. وقد اهتدى الإنسان إلى استعمال الختم قبل الميلاد بقرون, وبخلاف ما قد يظن فان ظهوره قد سبق ظهور الكتابة، وقد ظل الإنسان يستعمل الختم في أغراضه المختلفة في مختلف عصور التاريخ ولايزال يستعمله إلى هذا اليوم.

ومن الموضوعات التي كتب فيها أبو سليم متأثرا بالبيئة الطبيعية التي نشأ فيها وترعرع: النخيل الذي يزرع في مناطق واسعة في شمال السودان، كما كتب عن الساقية ودواعي استخدامها وتاريخها في السودان

حقيقة لقد ظل المؤرخ والمحقق في علم الوثائق الدكتور أبو سليم ملتزما بالمنهجية العلمية التاريخية في كتاباته إلى آخر يوم في حياته، وكان آخر مؤلف أعده للنشر بعنوان (الخصومة في مهدية السودان) وقد أشرف أحد أبنائه على طباعته ونشره بعد وفاته، ويعتبر هذا الكتاب إضافة جديدة للمكتبة التاريخية السودانية.
تاريخ الوثائق في السودان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسر عدوي
admin
admin
ياسر عدوي


الجنس : ذكر

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالجمعة 19 ديسمبر 2008, 4:45 pm



الأستاذ محمد إبراهيم أبو سليم مؤرخ ووثائقي عالمي.


سودن وظيفة مدير دار الوثائق فارتفع بمستواها وطورها من ناحية تنظيم وحفظ الوثائق وأثراها بالتعامل مع مراكز الوثائق الدولية. كما أعد كثيرا من الوثائق للنشر فساهم في بث الثقافة الوثائقية وتوثيق الذاكرة السودانية لجيله والأجيال القادمة. ثقافة كان لها أثرها البالغ في تصحيح المغالطات التاريخية فالمؤرخ السوداني الكبير الأستاذ مكي شبيكة قال في مقدمة كتابه الأخير عن السودان والثورة المهدية أنه أخطأ في استنتاجاته التاريخية عندما استقى معلوماته من المصادر الثانوية ولكنه عندما اتيحت له المصادر الأولية -الوثائق- راجع كتاباته.

واستطاعت دارالوثائق في عهده أن تتجاوز دورها الديواني بالمساهمة في تقديم وثائق كان لها أثرها الهام في قضية طابا وحلايب وغيرها. كما سعى لخلق صلات بين الدار والمجتمع حثا للأسر والقبائل أن تسلم ما بيدها من وثائق للدار فقام بزيارات ومخاطبات عديدة كان من نتائجها رفد الدار بكم هائل كان في الحرز لدى الأهالي. وما فتئ يذكر بضرورة أن يكون للدار مبنى مهيأ لحفظ الوثائق بالمواصفات العالمية، ومن جديد وبعد حصول الدار على قطعة الأرض المناسبة من الدولة سعى لإشراك المجتمع السوداني في النفرة لبناء الدار.. النفرة التي بدأها وواصلها زملاؤه بعد تقاعده وهي لما تثمر بعد.

وقد سعى مع زملائه لاستصدار قانون يفرض على كل مؤلف سوداني أن يودع نسخة من مؤلفاته في دار الوثائق مما جعل الدار مرجعا هاما لأي باحث في أي مجال خاصة السودانويات.

ومع أن الأستاذ المرحوم دخل حياته العلمية والوظيفية من خلفية معادية للأنصار فإن موضوعيته جرته إلى فهم مختلف أكثر موضوعية وأكثر تقديرا لتاريخ الأنصار. لقد صارت دار الوثائق مصدرا هاما للدفاع عن تاريخ المهدية في طورها الأول والثاني وبذلك شهد الثقاة. لقد كان في نشره وتحقيقه للآثار الكاملة للإمام المهدي إنجازا هائلا نال إعجاب الأنصار وغير الأنصار من أهل السودان. كما قام بجمع الآثار الكاملة لخليفة المهدي ونشر الجزء الأول منها بأمل نشر بقية الأجزاء تباعا، رحمه الله رحمة واسعة.

لقد مرت بالسودان عهود همها أن تسيّس لمصلحتها الحزبية كل شيء في السودان، فاستطاع المرحوم بوعيه ومرونته أن يحمي قومية وموضوعية دارالوثائق المركزية.

نال فقيدنا سمعة عالمية مستحقة وكان متاحا له أن يغترب ويجني ثمارا كثيرة ولكنه فضّل البقاء في الوطن وساهم مساهمة كبيرة في الأنشطة الاجتماعية والفكرية والثقافية والأكاديمية. وعاش زميلا للمؤرخين، وأستاذا للطلبة حلو المعشر سهل الاتصال متواضعا نال الارتفاع بالاتضاع.

الأستاذ المرحوم محمد إبراهيم أبو سليم لم يحصر نفسه في عمل وظيفي بل اتبع نهجا رساليا أثناء الوظيفة وبعدها.

لذلك شغل نفسه قبل أن يقعده المرض بإنشاء مركز للتاريخ والتوثيق. إن من حقه علينا جميعا أن نخلد ذكراه بجهد قومي تتعدد أوجهه ويهتم بصفة خاصة بدعم مركز أبي سليم الذي وضع فقيدنا لبناته الأولى وقد منحته الدولة قطعة أرض ليشيد مبانيه عليها. نحن على استعداد للمبادرة في هذا الشأن وعلى استعداد أن ندعم مبادرة غيرنا من أهل هذا الفن إن كانت جادة ومجدية.

نحن مجتمع من نقاط ضعفه قلة الاهتمام بالتوثيق ميلا للمشافهة كما نعاني من ضعف الذاكرة التاريخية.. هذه بعض عيوبنا التي يمكن لإحياء نهج أبي سليم بيننا أن يساهم في علاجها. لقد أسهم أبو سليم بالكتابات ليس فقط عن تاريخ المهدية بل أخرج أيضا من وثائق سلطنتي الفونج والفور وأرخ للعاصمة المثلثة وكتب في "الشخصية السودانية" وعن "الساقية" وغير ذلك كتابات عدت مراجع في مواضيعها.. كتابات بلغت عشرات العناوين واستمرت حتى آخر لحظات عمره يؤلف وينشر العلم والثقافة حيث فاضت روحه ولا زالت آخر أعماله في المطبعة. كما أسهم بإشرافه على كم هائل من رسائل الماجستير والدكتوراة في إثراء ودفع عجلة البحث في السودان.
ألا رحم الله الفقيد العالم المؤرخ الموثق محمد إبراهيم أبا سليم وأمتعه بمَا "لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ" قال تعالى ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن). وأحسن الله عزاء أسرته الخاصة وأسرته العامة الوطن السوداني كله والعشيرة التاريخية في العالم أجمع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منتصر الرشيد بخيت العبيد
شجرابي زهبي
شجرابي زهبي



الجنس : ذكر الاسم كامل : منتصرالرشيدبخيت العبيد

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالإثنين 22 ديسمبر 2008, 7:26 am

الاستاذ ابو سليم من من الذين جعلو للشجرة مكانة كبيرة
وهي تعتز به وهو يعتز بها وهو بلا ادني شك يعتبر شجرة ودرب
يهدي بقلبة وطيبتة قبل علمة الغزير فهو نعم الاستاذ المربي ونعم الواضع المتبحر في التاريخ
القديم منه والجديد له الرحمة وواسع المغفرة وبارك اللة في زريتة واحفادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اشرف ترجمان
شجرابي زهبي
شجرابي زهبي
اشرف ترجمان


الجنس : ذكر الاسم كامل : اشرف ترجمان (كباية)

الاوسمة
 :  

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالإثنين 20 أبريل 2009, 5:50 pm

الدكتور ابو سليم موسوعة تاريخية رحمة الله اضافة وفخر لكل النوبيين بصوررة خاصة ولكل السودانين نسأل الله له الرحمة وان يجعل البركة في اولاده والتحية للجميع

اشرف كباية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد عباس
شجرابي زهبي
شجرابي زهبي



الجنس : ذكر الاسم كامل : محمد عباس محمد علي

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2009, 2:23 am

[b] ياسر عدوي
بارك الله فيك وزادك علما نافعا
ابوسليم شخصية فذه وهكذا علماء السودان في تواضع جم وادب يفوق حد الوصف وفي نكران للذات لا يميلون للبهرجه والاعلام بل عمل في صمت مملؤ بالتفاني والاخلاص وهكذا تواضع العلماء
له الرحمه فقد ترك اثرا يخلد اسمه ومفخرة لنا جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
idrisaldo
شجرابي زهبي
شجرابي زهبي
idrisaldo


الجنس : ذكر الاسم كامل : ادريس اسماعيل ادريس

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2009, 2:34 am

نسأل الله له الرحمه والمغفره بقدر ما قدمه لهذا الوطن
ابو سليم هو مفخره للسودان عامه ولمدينة الشجره بصفه خاصه



المؤرخ السوداني أبو سليم Abusaleemphoto122867721
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامى احمد عثمان
الرئيس الفخري
الرئيس الفخري
سامى احمد عثمان


الجنس : ذكر الاسم كامل : سامى احمد عثمان

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: بارك الله فيك   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالأربعاء 22 أبريل 2009, 12:01 am

الاخ ياسر
بارك الله فيك ورحم العالم الجليل وجعل مثواه الجنة
ليه الحكومة ما تكرم هؤلاء الافذاذ وتجعل سيرتهم وتاريخهم يدرس لكل الطلبة
السودان عامر وفيه كل العقول البشرية الفذة لو كانوا فى العالم الغربى والله كانت الاجيال تتحدث عنهم
من الطب او السياسة او العلم او العسكرية مثل ابو كدودك(الفريق اول توفيق صالح ابو كدودك) وغيرهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nimat mohamed salih
المعلمة والمربية
المعلمة والمربية
nimat mohamed salih


الجنس : انثى الاسم كامل : nimat mohamed salih(um ramiz)

الاوسمة
 :


المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالأربعاء 22 أبريل 2009, 11:47 am

الاخ العزيو ياسر والله عاجزين عن الشكر على هذه المعلومات القيمة عن هذا الرجل العلم.

ارقصى حلفا وغنى

قد سما العلمُ الثريا

ظل فى الافاق يعلو

يظهرُ الخبر الخفيا

ليت حلفا كنت فينا

تعطى للافذاذ فيًا

منك يمتد التواصل

انت فى التاريخ حية

هاهو القلم الموسم

يعلو كالصرح الابيَا

من بنى ظهرك يوثق

يطوه التاريخُ طيَا

اعطى للتاريخ مجداً

هاهو الابن ُ الوفيا

انت فينا نور نور,

بل لها انت الهويه



رحم الله فقيد العلم والمعرفة الراحل الباقى الاستاذ ابو سليم , وانى كاحد بنات منطقته

تجدونى انحنى امامه اجلالاً وتعظيمة لعظم مكانتة ورفيع شأنة فهو مفخرة لكل اهالى حلفا وكذلك السودان عموماً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عوض وداعة الله حسين
عميد منتدي الشجرة والحماداب والناطق الرسمي
عميد منتدي الشجرة والحماداب والناطق الرسمي
عوض وداعة الله حسين


الجنس : ذكر الاسم كامل : عوض وداعة الله حسين ابوشام

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالثلاثاء 09 مارس 2010, 2:32 pm

ياسر عدوي كتب:

المؤرخ السوداني محمد إبراهيم أبو سليم تاريخ الوثائق في السودان


يعتبر محمد إبراهيم أبو سليم من المؤرخين السودانيين الرواد في العصر الحديث والمعاصر، وذلك من خلال أبحاثه التي تجاوزت مائة كتاب، وقد أوردت الموسوعة العالمية Who is Who سيرته الذاتية قبل وفاته في عام 2004 ووصفته بأنه من الشخصيات العالمية المتميزة في مجال الوثائق والتاريخ.

ولد أبوسليم في قرية صغيرة في وادي حلفا شمال السودان عام 1927م تلك المدينة التي غمرت بالمياه بعد قيام السد العالي، وتخرج في جامعة الخرطوم عام 1955م ثم التحق بخدمة محفوظات السودان في العام نفسه والتي تطورت على يديه حتى أصبحت دار الوثائق القومية السودانية.

خلال حياته العملية ساهم في تنظيم دار الوثائق القطرية، ودار الوثائق الإماراتية وترأس الجمعية التاريخية السودانية أكثر من دورة، كما ترأس عددا من اللجان القومية منها لجنة تقسيم المديريات الجنوبية والشمالية ولجنة تنظيم العاصمة السودانية الخرطوم التى أفرد لها أحد مؤلفاته، متناولا الآراء المختلفة حول اسم الخرطوم تاريخها القديم والحديث وأهم معالمها المهمة. نال وسام النيلين من الدرجة الأولى وهو أرفع وسام يمنح في السودان. وقد ظل مع رفيق دربه وأستاذه الدكتور يوسف فضل مدير جامعة الخرطوم الأسبق ولفترة طويلة قاسماً مشتركاً في مناقشات الإجازات العملية التاريخية، كما عمل أستاذا متعاونا في عدد من الجامعات وأستاذا زائرا في جامعة بيرجن بالنرويج وأشرف على عدد من الرسائل الجامعية واستطاع بذكائه المعهود واطلاعه الواسع أن يرشد إلى بعض الوثائق التي ساهمت بشكل حاسم في إعادتها من براثن إسرائيل إلى مصر.

والمتتبع لشخصية الدكتور أبو سليم عندما يتحدث باللغة النوبية وهي لغة أهله في شمال السودان، أول ما يتبادر إلى ذهن الشخص المستمع أنها اللغة الوحيدة التي يتحدث بها، وكذا الحال بالنسبة للغتين العربية والإنجليزية.

أما بحوث أبو سليم سواء التاريخية أو غيرها من الموضوعات التي كتب فيها فلا يمكن لأي باحث في تاريخ السودان أن يتجاوزها، لأنها تعتمد في المقام الأول على الوثائق والتحليل العلمي الرصين المشبع بالخبرة والحيادية الكاملة، بعيدا عن الأخطاء التاريخية الشائعة.

ويظهر هذا بوضوح من خلال مؤلفه (في الشخصية السودانية) الذي صدر عام 1979 وفيه استطاع أن يحلل الشخصية السودانية والمؤثرات التي ساهمت في تكوينها، حيث أشار إلى أنها ولدت من التلاقح العربي والآسيوي والاوربي أحيانا. إن أول ما يلفت نظرنا أن الشخصية السودانية وليدة بيئات متعددة، فنحن مثلا نستطيع أن نقبل القول بأن مصر هبة النيل لأن النيل هو واهب الحياة في مصر.

أما أمر السودان فمختلف لأن العوامل التي تعطي الحياة متعددة (النيل - الأنهرالصغيرة - المطر - المياه الجوفية - الجبال - السهول)، وفضلا عن ذلك فإن أطراف السودان متصلة ببلاد مأهولة ولذلك ظل السودان طوال القرون يستقبل أفواجا من المهاجرين من أجناس شتى من زنوج وساميين وحاميين وعناصر مختلفة. وكانت هذه الأفواج ذات حضارات متفاوتة. في داخل هذا الإطار الطبيعي والبشري ولدت الشخصية السودانية وأخذت بعدها التاريخي، وخلال مسيرتها التاريخية الطويلة كانت هذه الشخصية تتأثر بعاملين:

أولهما: أثر هذه البيئات المتعددة فداخل البيئة الخاصة يظهر الفرد السوداني أو الإنسان السوداني ويأخذ صورته المميزة وينمو فيها ويتطور ويصنع ثقافته الخاصة وربما لغته الخاصة ونظمه المحلية التي تنظم حياته وتزيد علاقته بغيره.

ثانيهما: عامل الحضارة الأوسع الذي يربط بين هذه البيئات وبالتالي يعطي للشخصية السودانية بعدا جديدا هذا البعد هو محاولة الالتقاء بالغير والعيش معه دون التضحية بالفردية أو المزاج الخاص أو الشعور بالمحلية والاعتزاز بها.

أبو سليم وتاريخ المهدية

تاريخ الدولة المهدية في السودان مصطلح عرفت به الحركة الوطنية التي قادها الثائر السوداني محمد أحمد المهدي ومن بعده عبد الله التعايشي خلال الفترة (1881- 1898م) حيث استطاعت هذه الحركة أن تنتصر على جوردون باشا في عام 1885م والذي كان يحكم السودان باسم السلطان العثماني.

وقد نجح أبو سليم في أن يلفت الأنظار إلى هذه الحقبة المهمة من تاريخ السودان من خلال كتاباته الغزيرة، ونذكرمن مؤلفاته:

الحركة الفكرية في المهدية

وفي هذا الكتاب يشير إلى أن فكرة المهدي فكرة قديمة وقد ظهرت في تاريخ الإسلام منذ وقت مبكر وهي تستند إلى بعض الأحاديث التي رويت عن النبي عليه الصلاة والسلام وبعض التأويلات لبعض الآيات. ويلاحظ أن لفظ المهدي نفسه لم يرد في القرآن، كما يلاحظ أن الأحاديث عن المهدي لم ترد في كتب الحديث التي تشدد أصحابها في ضوابط الرواية كصحيح مسلم وصحيح البخاري، إنما وردت في الكتب غير المتشددة في هذه الناحية كسنن أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي.

وقد سمع المسلمون في السودان كغيرهم من المسلمين - وخاصة من لهم اطلاع - بفكرة المهدي المنتظر وانتظروا مجيئه أيا كان مكان ظهوره. ويبدو أن فكرة المهدي قد وفدت إلى السودان من الكتب وعن طريق الطرق الصوفية التي انتشرت في السودان، وعن طريق الاتصال بالمسلمين عن طريق الحج والتجارة. ويلخص أسباب الثورة المهدية في النقاط الآتية: (الانتقام من فظائع الترك، وفداحة الضرائب، ومنع تجارة الرقيق، واستخفاف الحكومة بمحمد أحمد المهدي في أول أمره، وانشغال الحكومة التركية في مصر بثورة عرابي، وضعف الحاميات العسكرية في السودان، وسياسة التردد إزاء الحركة)، ثم عرج أبوسليم في هذا الكتاب إلى النظم الديوانية وتطبيقاتها في الدولة التي أقامها محمد أحمد المهدي.

وقد أشاد المؤرخ البريطاني ب.م هولت بهذا البحث، واصفا إياه بالصرح الشامخ في البحث العلمي، وأنه قد تملك نواصي موضوعه وتضلع فيه تضلعا تاما وقد تناوله في يسر وسلاسة وأظهر أنه مقتدر تماما في الأوجه الفنية لموضوعه.

الآثار الكاملة للإمام المهدي

صدر هذا الكتاب في أربعة أجزاء (مجلدات)، ناقشت خطابات ومنشورات المهدي الخاصة والعامة، ويقع الجزء الواحد في حوالي 460صفحة من الورق المتوسط. وقد استغرق هذا العمل حوالي ثلاثين عاما من الإعداد المتواصل، مما يدل على صبر واجتهاد الدكتور أبو سليم دون ملل من أجل تقديم الحقائق التاريخية بشكل مثالي لا يتطرق إليه أدني شك، وهذه أهم الصفات التي تميز بها عن غيره من المؤرخين.

أبوسليم وعلم الوثائق

عندما كنا في السنة الخامسة بكلية الآداب، تخصص تاريخ، كان يقوم الدكتور أبو سليم بتدريسنا (تاريخ السودان دراسة وثائقية)، وكان الواقع يشير إلى أننا أمام جراح متمكن في تشريح علم الوثائق وقد استطاع في مدة وجيزة ان يغرس فينا عشق علم الوثائق من خلال محاضراته الشائقة المليئة بالعلم الغزير، الممزوجة بروح الدعابة وخفة الدم التي اشتهرت بها شخصيته وسط أصدقائه وطلابه.

الوثيقة العربية في السودان

يرجح مجيء الوثيقة العربية إلى السودان مع قدوم العرب، والمصادر لا تشير إلى أية وثيقة عربية كتبت في السودان قبل قدوم العرب المسلمين إلى بلاد النوبة, وهي بلاد لها حضارة عميقة الجذور وقد عرف أهلها التدوين منذ فجر التاريخ، وخطوا بالهيروغليفية والمروية وبلغات أخرى وطوعوا أحرف اللغات الأجنبية التي كتبوا بها لتكون ناطقة بمخارج لسانهم كما ابتدعوا حروفا جديدة لأصواتهم الخاصة.

أشار أبو سليم إلى أن اتفاقية البقط التي أبرمت بين المسلمين العرب وبلاد النوبة في عام 31هـ هي أول ما كتب بين العرب والنوبة ثم جاء غلام الله بن عائد في منتصف القرن الرابع عشر أو منتصف القرن الخامس عشر ووضع أساس مدارس العلم التي يقصدها الطلبة بعد أن يتلقوا مراحل التعليم الأولى ويكملوا حفظ القرآن. وفي القرن السادس عشر أنشأ إبراهيم جابر البولاد مدرسة للعلم في شمال السودان وأصبحت هذه المدرسة بداية سلسلة من المدارس العلمية التي عمت جميع السودان، وكانت هذه المدارس على قدر عظيم من الأهمية لأنها دعمت الثقافة العربية الإسلامية، وأيضا كان لمراكز التصوف الأثر الكبير في انتشار الوثيقة العربية في السودان وذلك لما كان يبذل فيها في مجال التعليم والإرشاد من خلال الخلاوي التي كانت تقام في هذه المراكز من أجل تعليم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن.

ثم جاءت السلطنات الإسلامية التي قامت في السودان, سلطنة الفور في دار فور أواسط القرن الخامس عشر, وسلطنة الفونج في القرن السادس عشر على أنقاض مملكة النوبة المسيحية العليا. وعلى ما يبدو فإن التدوين لم يكن منتشرا في أول الأمر وكان من يريد أن يبلغ أمرا لشخص ينقله إليه شفاهة أو يرسل إليه رسولا ينقل له ما يريد وإذا أراد المرء ان يوثق أمرا (كطلاق أو عقد أو عطاء أو وصية) أشهد عليه العدول ليستدل بهم عند الحاجة شفاهة أيضا، وفي بعض العقود كانوا يشهدون عامة الناس. على أن تعقد المجتمع وانتقال الدولة واكتمال مقوماتها دعا الأمر إلى تدوين الأشياء المهمة، وهنا ظهر اثر المتخرجين من مراكز العلم والعلماء والقادمين من خارج السودان, خاصة مصر.

وقد أفرد لوثائق السلطنات الإسلامية عدة مؤلفات نذكر منها: (الختم الديواني في السودان) (الفور والأرض) (الفونج والأرض) (الأرض في المهدية) وSome Document from Eighteenth - Century Sinnar) بالاشتراك مع الاوربي Spaulding.

وقد أشار في معرض تحليله إلى أن الأسلوب الذي كتبت به الوثيقة العربية في السودان أنه وسط بين الفصحى والعامية. أما نوع الخط فهو خليط من مؤثرات مختلفة مثل الصحراوية والرسم العثماني.. إلخ.

ومن خلال تحليله وبحثه الدقيق في هذه الوثائق استطاع أن يكشف الثقافة التقليدية التي كانت سائدة في السودان قبل أن يفد إليه الحكم التركي المصري 1821-1885م بالإضافة إلى النظام الديواني الذي كان سائدا خلال تلك الفترة من تاريخ السودان.

وأيضا ارتبطت دراسات أبوسليم للوثائق بالأختام التي تعتبر جزءا أساسيا في الوثائق, وقد أفرد لذلك كتابا حمل عنوان «الختم الديواني في السودان» أوضح فيه أن الختم توثيقًا هو الأثر الذي يتركه جسم الختم على الوثيقة أو المادة بغرض التأكيد, أي لإضفاء الشرعية على ما جاء بها أو التامين عليها وهي علامة لليقين. ويصنع هذا الجسم لأداء هذا الغرض بالوجه الذي يستلزمه العمل به. وقد اهتدى الإنسان إلى استعمال الختم قبل الميلاد بقرون, وبخلاف ما قد يظن فان ظهوره قد سبق ظهور الكتابة، وقد ظل الإنسان يستعمل الختم في أغراضه المختلفة في مختلف عصور التاريخ ولايزال يستعمله إلى هذا اليوم.

ومن الموضوعات التي كتب فيها أبو سليم متأثرا بالبيئة الطبيعية التي نشأ فيها وترعرع: النخيل الذي يزرع في مناطق واسعة في شمال السودان، كما كتب عن الساقية ودواعي استخدامها وتاريخها في السودان

حقيقة لقد ظل المؤرخ والمحقق في علم الوثائق الدكتور أبو سليم ملتزما بالمنهجية العلمية التاريخية في كتاباته إلى آخر يوم في حياته، وكان آخر مؤلف أعده للنشر بعنوان (الخصومة في مهدية السودان) وقد أشرف أحد أبنائه على طباعته ونشره بعد وفاته، ويعتبر هذا الكتاب إضافة جديدة للمكتبة التاريخية السودانية.
تاريخ الوثائق في السودان

انتباه وتعظيم سلام لياسر عدوى
احيى فيك ذلك الوفاء لرجل قامة رجل شامخ شموخ النخيل رجل احتر ليضيئ للاخرين الدكتور المعلم العالم العلامة محمد ابراهيم ابو سليم ذلك الرقم الكبير فى تاريخ علم الوثائق فى السودان ويكفى ابنئه وبناته انه من قامت دار الوثائق القومية على اكتافه تأثيثا وتنظيما وترتيبا الا ان يد المنية لم تمهله لمزيط\د من العطاء الا رحم الله الدكتور محمد ابراهيم ابوسليم وجعل الجنة متقلبه ومثواه وجعل البركة فى ذريته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sudany ana
شجرابي
شجرابي



الجنس : ذكر الاسم كامل : مصعب أحمد شريف

المؤرخ السوداني أبو سليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المؤرخ السوداني أبو سليم   المؤرخ السوداني أبو سليم I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2010, 9:36 am

نعم هو أبو التاريخ في السودان وأحد أبرز علماء الشجرة التي طالماإفتخرت بوجوده وتفتخر بذكراه
رحم الله العالم (محمد إبراهيم أبو سليم) وأسكنه الجنة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المؤرخ السوداني أبو سليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشجرة والحماداب :: جيل العمالقة و مشاهير الشجره والحماداب-
انتقل الى: