منتدى الشجرة والحماداب
منتدى مدينة الشجرة والحماداب
منتدى الشجرة والحماداب
منتدى مدينة الشجرة والحماداب
منتدى الشجرة والحماداب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 7ـ نحو الفرن

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ameen altaher derar
شجرابي
شجرابي



الجنس : ذكر الاسم كامل : امين الطاهر درار

7ـ نحو الفرن Empty
مُساهمةموضوع: 7ـ نحو الفرن   7ـ نحو الفرن I_icon_minitimeالأربعاء 01 أغسطس 2012, 7:58 am

7ـ نحو الفرن
لم أبتعد عن موضع بائعات الشاي بخطوات قليلة فإذا بآذان العشاء يدوي عالياً فتيقنت أنه عليّ أن أسرع الخطى حتى يمكنني أن (ألفى) الصلاة في مسجد البرقاوي الذي لا يبعد عن المنزل المقصود كثيراً, وكانت تلك نيّة طيبة, فبرغم شعوري ببعض الجوع, لم أهم أو أعزم على الجلوس إلى أحد المطاعم لتناول العشاء, لأنني بتناولي للشاي والقهوة أصبت بنوع من القَهَم وعدم الرغبة في تناول أي نوع من الطعام. فشكرت الله في نفسي كثيراً وحمدته أنْ تحولت نيتي من تناول العَشاء إلى الرغبة في أداء صلاة العِشاء! فأنا أعلم أنه إذا دخلت بيت العزّابة دون أن أغشى المسجد, فمصيري وجزائي سيكون (لا عِشا ولا عَشا) فإذا فُقِد العَشاء فالبركة في العِشاء! ... وصلت إلى الجامع وجلست إلى جانب مجموعة كانت تجلس حول (طش) كبير من الماء, وجعلت أتوضأ معهم, ولم أكد أبدأ في غسل رجلي اليسرى فإذا بالصلاة تقام أكملت وضوئي والحمد لله (لِِِفِيت) الصلاة بل لم تفتني حتى تكبيرة الإحرام وحمدت الله على ذلك كثيراً!.
إنتهت الصلاة فقمت وانتعلت حذائي وخرجت من الجامع قاصداً بين العزّابة.... في تلك الحارة لم تكن هناك كهرباء, وإنما "بوابير" تعمل بعد غروب الشمس إلى الساعة العاشرة من الليل, وفي أجزاء معينة منها ليس من ضمنها المكان الذي أقصده. أما ناصر صاحب الفرن الذي يعمل فيه مجموعة من العزّابة من أبناء القربة, فكان يستعين في أمر الإضاءة بالليل (برتينتين) رتينة للفرن وأخرى "للعزّابة" الذين يقطنون ملاصقين للفرن في نفس المنزل الذي لم يكن بعيداً عن المسجد الذي صليت فيه, وما أن تركت الجامع لخلفي, فإذا بي أتبين من بُعد ضوء الرتينة الساطع وهو ينعكس على عدد من عربات الكارو (أم عجلين) وبالقرب منها عدد من الحمير (المربوطة) أكاد أسمع طقطقة آذانها عندما يحرك إحداها رأسه بقوة يمنة ويسرة منتفضاً, ربما ليفتح مجاري أذنيه أو ليخلصهما مما علق بهما من حشرات وأجسام غريبة.... عندما إقتربت أكثر إشتممت رائحة بعرها وزبالتها المميزة! سؤال -ربما عبيط- لك عزيزي القارئ هل حدث أن وقفت ولو قليلاً قرب مربط حمار – أقصد مراحه والمكان الذي يربط فيه – أو حتى مررت به كعابر سبيل؟ إذا فعلت ذلك فلا داعي لأصف لك كيف هي تلك الرائحة التي تنبعث من (مراح الحمير)!, وبالطبع لكل مُرَاح رائحته الخاصة التي تميزه بحسب نوع الحيوان الذي خصِّص له!.
المنطقة كانت تبدو مخيفة و مظلمة , رغم بعض الأنوار التي تشع من هنا وهناك , فالبيوت أغلبها من الطين (الجالوص) المزبّل أو من الطوب (الأخدر) المدعّم من الخارج بطبقة رقيقة من الأسمنت في أحسن الأحوال... تخطيت المنطقة التي تتجمع فيها عربات الكارو مع حميرها, وقد اقتربت أكثر من الفرن حتي أن رائحة الخبز المميزة صرت أشتمها بوضوح.. لم تمضي لحظات فإذا بي أقف أمام المخبز البلدي الذي أقصده...! وفي واجهته كان يجلس – على ما أذكر- ثلاثة أشخاص على سباتة صغيرة من السعف وبجانبهم سباتة أخرى طويلة أُفترش ظاهرها بمقاطع من جوالات الدقيق البلاستيكية . وقد رُصّ فوق ذلك الفرش الممهد قطع الخبز الساخنة والتي أخرجت لتوِّها من التنور وهي مكشوفة حتى تتبخر منها كميات الماء الزائدة , وحتى تصير أكثر تماسكاً وأصلح للبقاء لأطول فترة ممكنة بدون تعفُّن أو تغيير في الرائحة و الطعم. كان منظراً مغرياً ومهيّجاًُ لشهوة البطن . فالخبز الساخن – خصوصاً البلدي- له طعم ومذاق لا يحسن وصفه وتقديره إلا الذين جرّبوا أكله حافّ بدون إدام ( أي قَرُوض) – بالقاف السودانية- مع كوب من شاي اللبن مبكراً في إحدى صباحات الشتاء الباردة! فأنا شخصياً إذا توفر لي هذا النوع الذي وصفته لك من الخبز البلدي الساخن الذي أُخرج في الحين من المخبز, فبإمكاني تناوله (حافّاً) وبدون إدام , حتى إذا صادف ذلك وقت وموعد وجبة رئيسية ! وأنا متأكد أن هنالك الكثيرون ممّن هم على مثل مزاجي يفعلون ذلك , إلا أن بعضهم لا يكتفي فقط (بتقريض) عيشة أوعيشتين , بل يظلون يطالبون بنصيبهم الذي تعودوا عليه من الوجبة الرئيسية كاملاً غير منقوص! أما أنا إذا حدث أن قمت بتقريض رغيف أو رغيف ونصف الرغيف أو قل حتى رغيفين في أسوأ الأحوال التي تكون فيها الشهوة البطنية متوقّدة , فإنني أقوم بإلغاء تلك الوجبة التي صادفت تلك ( القروضة)وذلك مهما كان موقع تلك الوجبة من الدوام اليومي أو التوقيت المناخي , لأن الأمر في النهاية مجرّد طعام وجد طريقه إلى البطن فالجميع يؤدي نفس الوظيفة فلا داعي للشراهة والجشع!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عثمان بشير
شجرابي مميز
شجرابي مميز



الجنس : ذكر الاسم كامل : عثمان بشير عثمان بابكر

7ـ نحو الفرن Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7ـ نحو الفرن   7ـ نحو الفرن I_icon_minitimeالجمعة 31 أغسطس 2012, 7:29 pm

امين الطاهر جميل ومتالق دوما وتعجبني طريقتك في ايصال ماتريده لك الود والاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم العمده
الحضور المتميز
الحضور المتميز
ابراهيم العمده


الجنس : ذكر الاسم كامل : إبراهيم عثمان محمد عبد الحميد

الاوسمة
 :


7ـ نحو الفرن Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7ـ نحو الفرن   7ـ نحو الفرن I_icon_minitimeالسبت 29 سبتمبر 2012, 9:15 am

...
والله ذكرتنا فرن صديق لصاحبة عبد الباسط
وفرن كبرس وفرن صلاح وفرن كورينا وفرن محمد علي
وفرن إسمو فرن شنو في آخر الشجرة جنب دكان حمادة
وفرن الحماداب شارع نادي صاي حلة الزندية

وخليتنا نرجع للصفوف وتجي راجع البيت وتقرض لامن تصل
...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
7ـ نحو الفرن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشجرة والحماداب :: شجرة القصص والنكات والفرفشة-
انتقل الى: