الشجرة . مدينتي التي أحبها... وبدافع هذا الحب تهفو النفوس والأفئدة إلى تدوين تفاصيل تأريخها مكاناً وزماناً مخافة أن تسقط من بين الذاكرة كما أوراق الأشجار في مقدمات خريف العمر.
فكأنها دوحة وارفة الظلال. ورمزاً لتعدد وتنوع واحد متحد.
الشجرة مكان قديم ومحل تداخل وتمازج وإنصهار ضمن التشكلات الإجتماعية الباكرة في بلادي . مرت الشجرة بمراحل مختلفة على إمتداد تأريخها من قرية ذات بداوة وطابع ريفي إلى مدينة حديثة وتتواصل حداثتها لاتزال على درب المدينة والتقدم في هيئتها العمرانية ونظمها الإجتماعية والإقتصادية وعامره لاتزال بتاريخها الإجتماعي والثقافي والإقتصادي والسياسي والرياضي.
في هذا الكتاب والذي قصدنا به أن يكون مفتتحاً لتدوين قصة الشجرة...
تناولنا أصل سكانها الأوائل من العبدلاب وتاريخها الذي بداء مع بداية وجود الري المصري وعبره وفد إليها السكان من مختلف أنحاء السودان وتدافعوا إلى حضنها الدافئ وحركتهم لقمة العيش الكريم والعمل والكسب الشريف ... ومن هنا تكون تاريخ الشجرة.
بدأنا في هذا الكتاب بالمكان الأول والأصل وهي قرية (أم عش) وأوضحنا سكانها وموقعها وحياتها الاجتماعية والاقتصادية.
ومن بعد ذلك بينا الموقع الجغرافي للشجرة وكذلك فصلنا في الجدل الدائر حول سبب تسميتها بالشجرة وقد عمدت الدراسة إلى تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أقسام هي الحماداب والري المصري والشجرة .
في خصوص الحماداب كتبنا عن الناحية التاريخية وعن إدارة الحماداب والحياة الاجتماعية بالمنطقة.
الري المصري ، البداية والتطور والسكان الوافدين ممن التحقوا بالعمل به. وتناولنا تفتيش الري المصري والمفتشين الذين تولوا إدارته وأخيراً المدينة المتكاملة للري المصري.
كما وقفنا عند القيم الإجتماعية المتميزة التي امتاز بها المجتمع كالترابط بين السكان حيث كانت هنالك أسباب دافعة ومدعمه لهذا الترابط كالجمعية الخيرية وتعاون الري المصري والدورات الثقافية بنادي الشجرة وفرقة كواكب الزهرة بنادي الزهرة وكذلك أسرة أبناء الشجرة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم.
ثم النشاط الديني لمسجد الري المصري وتأريخه وأهم من إرتبطوا به من شخصيات. وفي هذا السياق اشرنا إلى مأذون الشجرة الشرعي الشيخ محمد خليل وكذلك احتفالات المولد النبوي الشريف والرحمتات وغيرها...
وعرجنا إلى التعليم بالشجرة منذ أن كانت قرية وإلى التعليم الحديث ومنه مدرسة الشجرة العربية ومدرسة ست منى ومدرسة محمد صلى الله علية وسلم ومعهد الأزهر الشريف والمدارس الحكومية ومجالس الآباء.
ثم الخدمات العامة إبتداءاً بتخطيط الشجرة ودخول خدمات الماء والكهربا والصحة. ومن ثم النقل والمواصلات وشركة الشجرة والحماداب والعزوزاب ومطار امبريال النهري.
ومن بعد النشاط الاقتصادي وأسباب تطور مدينة الشجرة وسوق الشجرة.
وهنالك أيضاً الحياة السياسية والطرق الصوفية وعلاقة الشجرة بالأحداث السياسية الهامة.
وفي الخواتيم تناولنا الرياضة والأندية الرياضية مثل الأمل والزهرة الربيع والانتصار والهدف ومختلف المناشط الأخرى كالسباحة والكرة الطائرة.
وقد حاولنا واجتهدنا أن نكتب كل شي وأن نتحدث عن كل شي يسوقنا هدفاً ساميا يتعلق بتعريف الناس بتاريخ الشجرة لأبنائها وكذلك للآخرين ممن يهتمون بدراسة التاريخ الاجتماعي والثقافي لمناطق السودان المختلفة.
ونشير إلى أن هذا المشروع والذي بداء في مارس 2003م وانتهى في يوليو 2008م هو ابتدراً لجهد سيمتد متصلاً بإذن الله تعالى تكملة لبعض المعلومات وإضافة لبعض الأحداث والتفاصيل وتجديداً لهذا الإسهام الذي نأمل أن يفتح الباب واسعاً أمام جهود التوثيق الاجتماعي.
ولا يفوتنا أن نعتذر للأهل والأحباب فالطموح دائما أكبر مما تحقق ماثلا من إنجاز والعذر والعتبى لمن فاتنا سهوا أن نشير إليه أو نورده . فلهم العتبى.
والحمد لله من قبل ومن بعد ،،،
حاكم عبد القادر محمود عبد القادر