مدرسة الشجرة العربية

مدرسة الشجرة العربية ... أو ما كان يطلق عليها عموماً (المدرسة المصرية ) أو مدرسة الري المصري ... هذه المدرسة التي تلقيت فيها مراحل التعليم الإبتدائي والإعدادي (المتوسط ) جل ذكرياتي وصباي والفرح والحزن أحياناً .. يجول بخاطري الآن شريط الذكريات .. فيبدأ صباحنا بسماع صفارة الري المصري التي كانت تعطي الدقة في الوقت وغرست في أهلنا خاصة عمال وموظفي الري المصري إحترام العمل والتقيد بضوابطه ولوائحه ... فنرى منذ الصباح جمع يأتي من كل إتجاهات شوارع الشجرة والحماداب راجلين إلى مداخل الري المصري لبدء أعمالهم ... ثم جرس المدرسة الحديدي وعم زبير يدق عليه بشدة معلناً بدء اليوم الدراسي .. فيصطف الطلبة في طابور الصباح في فناء المدرسة في همة ونشاط ويبدأ البرنامج الإذاعي للمدرسة فكنا نرى أستاذ التربية البدنية وهو يصيح ... صفا .... إنتباه .. وهدير أصوات الأقدام وهي تمتثل لذلك الأمر الذي أحترمه الجميع فنبدأ يومنا بكل حيوية ونشاط .. ثم تتوالى البرامج الخاصة بالإذاعة المدرسية .. منها معلومات .. وأخرى ترفيه .... ومسابقات .. ثم نقف إجلالاً لنشيد العلم .. ثم تتحرك الطوابير كل إلى فصله .. وبعدها يبدأ كل مدرّس حصته حيث يأتي كل مدرس من منزله حيث كانت منازل المدرسين والناظر مصطفة في الناحية الجنوبية للمدرسة .. أستاذ صبحي مدرس اللغة العربية ... أستاذ سعد مدرس الحساب هذه الشخصية الغريبة .. حيث كان يعامل الطلبة معاملة عسكرية مئة في المئة .. ويشددّ على حضور الطالب ومعه كراس الواجبات ويراجع واجب الأمس بدقة متناهية .. ويبدأ في ضرب المهملين منا وبصراحة كنت دائماً ضمن تلك الفئة حيث أدخل ذلك الأستاذ الرعب في نفسي وكره مادة الحساب .. وخلاصة طريقة تعامل الأستاذ / سعد إما فئة فاشلة جداً في الحساب وكارهة له وإما نوابغ من الطلاب في هذه المادة .. فلم تظهر فئة وسطى أبداً .. وعموماً نقول الحقيقة أنه كان يحترم عمله ولكن ضربه كان مبرحاً ويزيد من الخوف في نفس الطالب .. ومن المدرسين أيضاً الأستاذ / فهمي .. وكان الطلاب يطلقون عليه إسم (عويجة ) وأستاذ رسمي معلم التربية البدنية .. وكنا ننتظر بفارغ الصبر حصة التربية الرياضية التي كنا نطلق عليها حصة الألعاب .. وكانت ملاعب المدرسة .. ملعب كرة القدم وملعب السلة وملعب الكرة الطائرة .. وتنس طاولة .. .. وفي الفسحة .. يهرول الطلبة إلى مقصف المدرسة فترى العم عمر يناول السندويتشات وقطع الباسطة الحلوة للمشترين .. ثم نرتشف المياه من المواسير الخارجة من عدة أزيار كبيرة ونظيفة موضوعة في مكان عال .. ثم نعود لحصصنا ثم الفسحة الثانية ثم حصص ثم الكلمة التي عشقناها .... بيوووووووووووت .. فنج العم عبيد يتمم على أبواب الفصول ومكاتب الإدارة والفراشين وهم يعيدون كل الأماكن نظيفة رائعة كما كانت عند بداية اليوم الدراسي .. وتعاد الكرة من جديد هكذا في كل يوم دراسي ..
وأذكر بعض الذين زاملتهم في المرحلة الإبتدائية وبعض طلاب المدرسة الآخرين ( 1964-1969 ) سنوات الدراسة في المرحلة الإبتدائية :
زملائي :أبو بكر عبد العزيز علي إبراهيم - سعيد نمر سعيد - محمد عبد الحي (العزوزاب ) - محمد حسين (في السبعينات اطلق عليه : محمد حسين كسلا ) وكان سباحاً ماهراً - عبد القادر عبد المطلب (العزوزاب ) - صديقي وزميلي المرحوم محمد الهادي عبد الله - عوض بادي - حمزة الطيب حمزة - محمد علي عبد الرحمن - عز الدين قطبي - عادل يوسف - مالك زونيا - قاسم موسى - معاوية الياس - صديقي ورفيق دربي المرحوم عبد الرازق خيري -.. وغيرهم من الذين قضيت معهم سنوات صداقة ومحبة
ومن الطلبة في ذلك الزمان في الصفوف الأخرى ... التيمان أيوب وشعيب - سهيل عبد الرازق - علي منصور - المرحوم بين نصر الله - عوض عبد الوكيل - بكري سيد أحمد - معاوية عبد الحي الذي رافقني في المرحلة الثانوية بمدرسة جمال عبد الناصر - وغيرهم ...
وكانت أيام سعيدة ....

أواصل الموضوع ... بعد أن أعتذر عن سقوط بعض أسماء الزملاء ... فالذاكرة خربت .. فالمعذرة .. حيث زاملني أيضاً في المرحلة الإبتدائية الأخ / عمر محمد علي خلف الله .. والأخ / عبد الرحمن رحمة الله (العزوزاب ) ..
وفي المرحلة الإعدادية .. كان يدرّنا : الأستاذ / توفيق مدرس اللغة الإنجليزية (هذه المرحلة من علام الدراسي 69-70 إلى العام الدراسي 71-72) ومدرّس المواد الإجتماعية تاريخ وجغرافيا الأستاذ / زين العابدين و اللغة العربية الأستاذ / عبد الرؤوف وقبله استاذ إسمه (سالم ) وكانت فرحتنا لا توصف حين أنتقلنا من مباني الصفوف الإبتدائية في الجهة الجنوبية للمدرسة إلى المباني الشمالية حيث ولأول مرة ندخل معمل العلوم وكان مدرّس العلوم الأستاذ / كرم .. ونحن في الصف الثاني الإعدادي أعلنت المدرسة عن مشاركتها في إحتفالاات عيد ثورة مايو وذلك بمشاركة طلاب المدرسة في عرض بدأ أساتذة التربية الرياضية يويماً في تدريبه للطلاب في ملعب كرة القدم .. وللأسف لم تكتمل المشاركة ولا أدري حتى الآن سبب ذلك .. وفي تلك المرحلة وفي إحدى اليام هطلت أمطار في صباح أحد الأيام .. وذكر لنا المدرسين أنها أمطار صناعية وأن الحكومة قامت بتلك التجربة .. وأنتهى الأمر إلى هذا الحد .. ولا ندري هل كانت صناعية حقاً؟؟ كات ذلك عام 1972 ... وأذكر أن فريق المدرسة لكرة القدم شارك وقتها في بطولة مدارس البعثة التعليمية المصرية بالسودان واستطاع الفريق الفوز بالكأس بقيادة كابتن الفريق عثمان محمد زين (كبرس) الذي زاملني في الصف الثاني الإعدادي والثالث الإعدادي .. وكان من ضمن زملاءنا في المرحلة الإعدادية :
المرحوم محمد الهادي عبد الله - المرحوم عبد الرازق خيري - عثمان محمد زين كبري - الأخ كرم - عز الدين قطبي - معاوية الياس - عمر محمد علي خلف الله - الأخ العزيز حسن محمد سعيد دكو - حمزة الطيب - علاء فيروز - محمد عبد الحي (العزوزاب ) وغيرهم .... وكانت طلاب الصفوف يتنافسون في تجميل صفوفهم باللوحات والصور والزينة وتختار إدارة المدرسة أجمل وابهى صف وتقدم جوائز تشجيعية للصفوف الفائزة .. وأذكر أن دوري الفصول منذ ان كنا في المرحلة افبتدائية (خامسة وسادسة ) يلعب بنظام عادل حيث وضعت لوائح لتنظيم الدوري الذي تشارك فيه الصفوف : من الصف الخامس الإبتدائي حتى الصف الأول الثانوي (لم يكن في المدرسة صف ثاني وثالث ثانوي) فإذا التقى صف خامس مثلاً بصف سادس تبدأ المباراة بإعتبار أن خامس له هدف واحد في مرمى صف سادس .. وهكذا .. حيث أخذ في الإعتبار أن الأكبر سناً يبدأ المباراة مع الأصغر بإعتباره مهزم 1/ صفر إلى أن تنتهي المباراة بالنتيجة التي تنتهي بها .. وأذكر حين كنا في الصف الثاني الإعدادي أو الثالث .. أن الطالب بين نصر الله - رحمه الله - كان لاعباً في فريق الهلال العاصمي وفاز الهلال على فريق الزمالك المصري الذي زار السودان وقتها بنتيجة 3/صفر وأحرز بين أحد الأهداف .. فأذاعت الإذاعة المدرسية صباح اليوم التالي في الطابور خبر إحراز بين نصصر الله هدفاً في مرمى الزمالك .. وكتب على لوحة المدرسة تهنئة من إدارة المدرسة للاعب بين نصر الله متمنية له مزيداً من التوفيق .. ولا يمكن أن ننسى وكيل المدرسة المرحوم العم محجوب الذي كان يدير العمل الإداري بدقة ونظام .. ولم يحصل أن سمعنا بغيابه طيلة تسع سنوات قضيناها في هذه المدرسة العريقة
اللهم أرحم من غادروا هذه الدنيا ممن ذكرناهم في هذه السطور وأديم الصحة والعافية للجميع ...

لك الشكر إبننا محمد عبد العزيز عباس .... وكم أتمنى أن نتشارك نحن القدامى في سرد ذكريات ماضي الشجرة والحماداب ومن ثم يلتقط الجيل الذي أتى بعدنا ليواصل ذكرياته أيضاً لتكتمل في النهاية قصة وتاريخ الأجيال في هذه المدينة الحبيبة .
مع خالص تحياتي

الملعب الصغير بجانب الكافتريا فعلاً كان يمثل الزمن الجميل ... وحقيقة أنه كان في الأصل مصلى ... وفي حصة الدين (التربية الإسلامية ) كان بعض أساتذة التربية الإسلامية يخرجون الطلاب ويجلسونهم حول المصلى ويشرحون لهم الحصة هناك .. ولكن أستغل المكان في غالب الأحيان كملعب يتقاذف فيه الطلاب نواة الدوم ككرة قدم وكانت الحرفنة تظهر تماماً في هذا الملعب من ترقيص (مراوغة ) وباصات وتهديف في مرمى ذو مساحة ضيقة .. ولا ننسى الحاجة التي كانت تبيعنا التسالي وفول الحجات والدوم والنبق وهي تتخذ من ظلال شجرة نيم كبيرة أمام الباب الغربي للمدرسة ...

https://2img.net/r/ihimg/photo/my-images/338/25859913938102630461765.jpg/

اخي العزيز عبد اللطيف افتح الرابط مرسل لك وللاخ سيف صوره للعالم والمربي والاب الفاضل محمد عبدالله صقر متعه الله بالصحه والعافيه
ماعارف ازا هو كان المدير في زمنكم ولا والاستاز مصطفي الرفاعي تحياتي لك مع كل حب وتقدير لشخصكم الكريم هديه بشسطه

لك خالص الشكر ... وطبعاً عمك عبد اللطيف لم يعاصر الأستاذ/ صقر .. حيث تخرجت من الإعدادية قبل وصوله بسنوات .. .. مع أملنا بتواصل ذكريات المدرسة المصرية على إمتداد الأجيال .. وبالمناسبة .. فقد نسيت الإشارة إلى الطالب الذي كان يدير الإذاعة المدرسية .. وكان في المرحلة الإعدادية حينما كنت أنا في الإبتدائي ... إنه الإعلامي البارز في إذاغة أم درمان .. الأستاذ/ عبد الدايم عمر الحسن .. حيث ظهرت موهبته الإعلامية منذ نعومة أظافره .. وبالفعل سلك هذا المجال بدرجة أمتياز ...