| كتابات واثق عبد الباسط | |
|
+3الواثق عبد الباسط ام احمد ام وئام 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: كتابات واثق عبد الباسط الخميس 05 مايو 2011, 8:17 am | |
| التحية لابن الشجرة واثق عبد الباسط اعجبني ما كتب في صفحة الفيس بوك لابناء الشجرة وايمانا مني بان هذا المنتدا متنفس لكل ابناء الشجرة داخل وخارج الشجرة وملتقي لهم وقد اعجبني ما كتب فاردت ان انقله لكي تستمتع بقرات ما كتب Alwathig Abdelbasit في كل زيارتي الصيفيه ألي الدبة كنت احرص علي جلساتي الليلية مع العم عبد القادر. فالرجل كان عمره قد جاوز السبعين بقليل وهو كان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن البلد. فلقد كانت هنالك منفعة متبادلة بيننا، فهو يريد أن يحكي عن حياته وبطولاته وانا كان بي قليل من الفضول عن البلد زمان . كنت أتيه في المساء أمام بيته حيث يوضع سريره دايماً في الشارع أمام ديوانه. بجوار السرير تربيزة يضع عليه الراديو وخلفه حقة الصعود التي كانت في الأصل علبة فيتامين سي فوار. كان لا يبدأ الاسترسال إلا بعد أن يسمع نشرة أخبار الساعة الثامنه ليلاً ، وذلك لاهمية هذه النشره و احتوائها على أخبار الوفيات. كان عم عبد القادر نحيفا متوسط الطول، طويل الوجه مع وجود تجاعيد في الجبين، الفم خالي من ألاسنان تماماً، في مشيته يميل من وسطه إلى الأمام قليلاً، وكان يحمل دايماً عصاة. كان شكله يبدو مضحكاً عندما يضحك وذلك لخلو فمه من الأسنان لذلك فهو عندما يضحك يغطي فمه بيده، وكثيراً ما يستغفر بعد أن يضحك. كنت لا إحتاج لكثيراً من الجهد كي استدرجه في الحديث. فكان بطبيعته كثير التعليق علي كل شيء. جلست معه ليله وكان المدخل كيف كان زواجه و كيف إختار زوجته. فقال لي "آ زول الحديث ده خلو " وكانت جملة تعني أن الحديث كتير . بصق سفته ومسح علي فمه بيديه ثم بطرف عراقيه، وقال المطرطشة دي يعني زوجته، جاء واحد من ناس فرق العرب اتقدم لعمي داير زواجه، وعمي كان راجلاً صعب ما بيدي غريب. المهم رفضو و قالو البت دي ود عمها متكلم فوقا. أبوي و عمي سو الكلام وجوني في ساقة أدم أنا كنت بزرع في القمح ، قالو لي التلات البعد الجاي عاقدنلك على بت عمك فاطمة. سألته و أنت ما كان عندك مانع . آ زول أنت جنيت مانع شنو، الكلام كان منتهي، مشو مني هنا ورسلو في كل بلد زول يدعو الناس للعرس. أما العرس فخلو براه. علي بى اليمين أكان في زول قال سولو عرس ذي عرسي يكون كضاب. آ زول الناس دي يكون ضبحو في ليلية تلاتة تيران، و الشي داك يقصد العرقي قريب لتسعة صفايح كان داسنهم في مخزن الورتاب التحت. السيرة كمان خلها براها يا زول ركبوني حصان أبيض و البنوت يغنن والولاد دقو الصفقة،وكنت شايلي سيف و صوت عنج وقعتلك في البطان الدايرين الجلد مشيت ضهرم دم. يوم قطع الرحط دخلت الداره براس السيف قطعتو، كف زي البرق غطوها.. أنت كت قايل أنا برجف. قاطعته في الحديث و سألته منو كانت اسمح واحدة في زمنكم . رد وخفض صوته كأن الاجابه سر، يا زول علوية الحمراء دي البتشوف هسة المشي غلبا، كانت سميحةً والشعر ده كابي كاري وراها، والله وكتين كان تجي ماشا مندلي للجدول تقول نصها حيتكسر من هزة مشيتا، يا زول الناس كم مره دايرين يتماوتو بسببا، سألته و إنت ما فكرت فيها خالص. أنا البنات ما كت سائل فيهن . أنا كت معروف بتاع الشي داك، قلت ليهو العرقي ! قال يا زول أسكت ساكت. أنا كنت اضرب قزايزي و أكان في عرس في البلد ياني مفترقو.. مفرتقو، أكان مافي عرس امش لك لبطان فرق العرب أقع لك فيهم كبع. بقو وكتين يشوفوني عليك الله و أمان الله كل واحد يكابس بابو. مر بنا عم حسن الهواري في طريق بيته من الجامع ألقا السلام و شرب ماء من زير عم عبد القادر المعروف بمائه البارد و واصل مشيه . لم يمهله عم عبد القادر كثيراً قال لي ما تشوف دقينتو دي يمين العرقي الشربو يملاء فناطيس . يا زول ده كان يشرب ويكسر القزازة بي سنونو . كنت أود أن أسأل عم عبد القادر عن جدودي فرأيت أن الخيار الأسلم أن أعدل عن ذلك. استأذنته لان الوقت تاخر قال لي يازول طلعلك سرير من الديوان وبيت قبلك هنا صباحات الله بيض. فاصررت علي الذهاب فكنت أعلم أنه يحب الاستيقاظ مبكراً و شراب شاي الصباح قبل شروق الشمس. فقال أكان بقيت ماشي أوعك من الدرب الفوق كلبة ناس علي عبد الله الأيام دي والدة عضعضت الخلق كلها.
| |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الخميس 05 مايو 2011, 8:21 am | |
| Alwathig Abdelbasit "جلسه ثانية مع العم عبد القادر" ****************************
غادرنا أنا و صديقي سيف الجموعي الغابة إلى الدبة بعد أن شاركنا كيجاب الأفراح في زواج أبن أخته الربيع سعد. كثيراً ما كنت أحكي لصديقي سيف عن بلد الأهل، لذلك فكان متشوقاً لرؤية الدبة. المسافة بين الغابة والدبة حوالي نصف ساعه من الزمن بالسيارة . فعند وصولنا كانت حفاوة الأهل بينا كبيرة، وكما هو حال الأهل فكان يسألوني عن ضيفي "الغريب"، وعندما علموا أنه سباح أيضاً زاد ترحيبهم به أكثر. أخذت صديقي سيف في جولة سياحية لكل معالم البلد، ابتداءً بقبة جدنا ود بوبه، ثم الديار المهجوره و الجناين "العامره لي مد البصر" . في المساء كان لابد من جلسه مع عم القادر حتي أدخل العامل الترفيهي لزيارة الصديق سيف . فبعد أن شربنا شاي المغرب في منزل عمي إسماعيل ، توجهنا الى دار العم عبد القادر. عند وصولنا الى داره ولقائه عاتبني علي عدم زيارته في يوم وصولي الأول، وقال لي "لما قالوا ولد محمد معاه ضيف وصل البلد، أنا قلت ياربي يكون الأزرق؟ لو كان الأحمر مابيتأخر في سلامي!" وكان ناس البلد يطلقون علي لقب الأحمر وعلى عبد المنعم أخي الأزرق. فاعتذرت له علي التاخير، ورحب بصديقي سيف ترحيباً شديداً. عرض علينا الشاي فرفضنا فقال؛ " خلاص ياكن المتعشين معاي وبايتين قبلكم هنا ده وضرب بعصاته علي الأرض وهو يقول ذلك" وافقنا علي ذلك مبدئياً. نادا عم عبد القادر ود سعيد جاره وصاحبه ليسلم علينا وطلب منه أن يكلم ناس البيت لتجهيز العشاء. لم يتغير الكثير في محيط جلسة عم عبد القادر ، فالتربيزة في نفس مكانها وعليها الراديو إلا أن حقة التمباك تغيرت إلى علبة نيفيا ولاحظت وجود بطاريه. وكان هذا مدخلاً سريعاً فسألته:- أيه البطارية الجميله دي!. .قال يا زول دي بطاطير السعودية السمحه جاب محمد في جيتو الأخيرة. وسألته أيضاً عن علبة التمباك المطاوله. فقال ضاحكاً:- "أنت طاريها.. شالتا واحدة من بنات العرب." قلت له كيف الكلام ده؟ قال لي:- يا زول أنا باقي مانعن من كسير الواقود من الجناين التحت قعد يخربو الشتل، مره جيت لقيت لي بت من فتوات العرب في الجنينه التحت تكسر في الواقود، يا زول وقفت قدام الباب وقلتلا الليلة تمرقي بي وين؟ يا ذول أزاكك فيها في الجنينة بي جاي وبي جاي ،أخرتا البت جات جارية علي وبي فوقي نطت وفتحت الباب وجرت وانا بي وراها رافع ألحقه المطاوله أقول ليها عايني ..عايني.. عايني يا ظربونة كت داير أفضيها ليك في خشمك! أخرتا فنيت فيها ألحقه شالتا وجرت. الشي زي الغزالة! عليك الله و أمان الله، تلاتة أيام كرعي يوجعوني. ضحك صديقي سيف كثيراً لهذه المداخلة السريعه. ولما أحس عم عبد القادر بي استمتاعنا لم سرد ورغبتنا في المزيد حلف على مبيتنا معه.
أثناء حديثنا رفع أذان العشاء وكانت دهشة عم عبد القادر كبيرة لسماع صوت الطيب موذن الجامع، التفت وهو يقول:- " يا ود سعيد أسمع زولك ، أي لا إله إلا الله باقي لي فكولو قريشاتو" رد ود سعيد:- " يا ذول صاحبك ناس المحلية رسلو ليه أمس، وسمعت قالو ادو المواهي التلاته المتأخرة. " وكان الطيب قد توقف عن الأذان لقرابة الشهر نسبه لعدم تحصله علي راتبه الشهري من محلية الدبه وعدم امكانيته للتفرغ تماماً للجامع. قال عم عبد القادر:- " اهة و زولك الأمام الصعب ده متين حيقيف"، التفت علينا وقال "الأمام ده أربع جمع شغال فينا عذاب جهنم" . أنا قت يبقي درب الجنة ماهو خابرو. سمع عم عبد القادر الوفيات في نشرة الثامنه من أم درمان علي عادته ثم أحضر أحد أحفاده العشاء وكان فيه ما طاب ولذا من اللحم و القراصة بي الدمعه، لم يجلس عم عبد القادر معنا علي الصينية و استفرد بكورية فطير بي اللبن الرايب، وقال:- "أنا أصل عشاي الفطير بي اللبن بعد السنون وقعن." استخرج حقته وضرب عليها مرتين قبل أن يفتحها وكان من عادته أن يضع التمباك تحت لسانه ولا يتحدث. فاذا دار الحديث وكان يريد أن يقول شيأً فكان يشير بيديه وهو يقول مقفول الفم "أهه أهه" للتمهل قليلاً ثم يبصق صفته ويمسح على فمه بيده وطرف عراقيه، ويستلم النقاش من حيث يريد.. سألنا عم عبد القادر وقال:-" يعني هسة انتو عوامين؟"... تقدر تقطعو البحر في عز الدميره، ما بتقدرو واللهي! أنا كان أختلك هدومي فوق راسي في عز الدميري و أقطع البحر، أمرق بي هناك هدومي ناشفة، أنا كت عوام جد. بس داير أسألكم سوآل، دحين صح البنات قعد يعومو معاكم؟ أجاب سيف:- أيوه، قال عم عبد القادر " باقي لي بي لا فوق ده الرجال عدمو".."عليك الله و أمان الله أنا بطان البلد هنا الواحد كان ماشي مع أختو و شافني يفارقا".. " أها ويعومن بي هديماتن ولا عراياااا" أجاب سيف وهو يضحك لابسين مايوهات يا حاج.. قال مايو ..شنو ؟.. التفت لي متعجباً وده كمان شنو ؟ ثم التفت ألي سيف ضاحكاً وقال له :- " بي عويناتك الذي قد الجلد دي باقي لي أنت بصاص وضحك واستغفر. ضحكت لذلك كثيراً فكان صديقي سيف له عيون صغيره كثير ما كنا نمازحه في ذلك. استمر السمر مع العم عبد القادر حتي ساعةً متأخرة من الليل وبعد أن ثاورنا النعاس ونسمات الليل الهاديء ، وقبة السماء بدأت وكانها في متناول أيدينا و نجومها تناثرت حولنا. أصوات نباح كلاب بعيد، ونهيق حمير قريب. وصوت لواري المحس في الطريق الفوق تصارع الرمال وانينها يشجي دواخل الروح. استسلمنا لنومٍ طيب انقطع بدقات بق بن وراديو عم عبد القادر وصوت ماجد سرحان الخامسه صباحاً في لندن ..جاء صوت عم عبد القادر "يا ناس العوم يا أفنديه الشاي ده برد"
| |
|
| |
ام احمد شجرابي زهبي
الجنس : الاسم كامل : mashair ahmad mohammad alamin
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الخميس 05 مايو 2011, 9:42 am | |
| ازيك ياأم وئام وليك التحية والمحبة والله ماشاء الله عليه الاخ الواثق عندو سرد بطريقة حلوة كأنو المشهد قدامك وعندو صبر عجيب على انو ما يفوِّت اى وصف والذاكرة....اللهم لا حسد (بنافس ود العمدة فى الذاكرة)هههههههه والاجمل انو بيحكى عن الناس البسيطة السودانية تسلمى على الحكاية أم وئام | |
|
| |
الواثق عبد الباسط شجرابي
الجنس : الاسم كامل : الواثق عبد الباسط
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأحد 08 مايو 2011, 12:38 am | |
| أم وئام أشكرك كتير علي نشر ما كتبت علي ألفيس بوك . و الشجرة تفخر بيك انتي لدورك الفعال في دعم التواصل و الترابط بين ناس الشجرة الرائعين. أشكرك مره ثانية مع كل احترامي و تقديري واعتزازي بك. | |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط السبت 28 مايو 2011, 3:37 am | |
| الاخ المحترم الواثق لك التقدير والاحترام ونحن ابناء الشجرة اخوان ولو بعدت المسافات لك مني السلام والتحية لاسرتك الصغيرة | |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط السبت 28 مايو 2011, 3:38 am | |
| هذا مواصلة لنشر ما يكتب اخونا الكاتب واثق عبد الباسط أخي العزيز طارق السياجيطابونة عم عبد الباسط**** **** *******************دخلت الى المخزن عند عودتي الأخيرة الى السودان كنت ابحث عن شنطة وضعت فيها صور و ذكريات واوراق وبعض من الصحف القديمة التي كانت بها كثير من أخبار السباحة وكثير من هزائم المريخ علي الهلال. كان المخزن في منزلنا من المناطق المهمة جداً والخاصة بوالدتي . فهي تحفظ فيه بأشياء كثيرة وذات أهمية بالغة بالنسبة لها بغض النظر عن العمر الافتراضي لهذه الأشياء. أثناء بحثي عن شنطتي وجدت شنطة لم تكن غريبة علي ، لقد كانت شنطة الوالد عليه رحمة الله. شنطة حديد متينة، كان قد فضلها علي كل شنط السعودية الفارهة التي عرضت عليه. أخذتني الذاكرة سريعاً ألي أيام أن كانت تحت سريره وبها الجلاليب البيضاء والعراريق والعمم والطواقي. تذكرت كيف كان في يوم الجمعة ينادي أميرته المدللة ابتسام "يا بسمة يابت يلا ..الصلاة دي حتفوتنا... الله" وتقوم ابتسام بتجهيز الحمام واستخراج صابونة حمام بوكيه ورد كانت تخبيها له. أثناء دخوله الحمام تجر الشنطة من تحت السرير وتعزل له ما يروق لها أن يلبسه. بعد خروجه من الحمام تشرف علي لبسه و تعطيره وتصليح الجلابيه حتي لا يظهر العراقي وتطلب منه أن يلبس المركوب جيداً ولا يضغطه بكعبه. فالود والمحبة كانت بينهم متبادلة وبصورة عظيمة وعلنية. لذلك كنا نستغل هذا الود وكل طلباتنا التي نريد أن يلبيها لنا أبي، لابدا من اقناع ابتسام أن تطلبها شخصياً. فتأتي الينا باسطة صدقي كثيراً ، ونضمن السفر الى البلد في اجازة الصيف أحياناً. حتي أمي كانت أيضاً تستغل هذه المحبة التي بينهم. فكان من عادة أبي أنه اذا نام اياك من أن تيقظه لاي شيء أو لأي سبب، فكانت أمي اذا تأخرت في تجهيز الغداء ونام أبي تكلف بسمة بمهمة ايقاظ أبي حتي تضمن عدم ثورته.تزاحمت علي الذكريات واخذني احساس مليئ بالحنين والفقد لتلك الأيام التي قد خلت، والقريحة بدت تجود بالكثير. صرفت نظر البحث عن شنطتي وسحبت شنطة أبي الى خارج المحزن ثم الى الراكوبة التي تجاوره. كانت امي مستلقية علي عنقريب وعلى عادتها فارشا ثوبها عليه ومخدة وضعتها تحت رأسها، فذلك كان الوضع المثالي للأتقاء من حرارة الجو . عندما رأتني رفعت رأسها ووضعت يدها على خدها واتكأت بساعدها علي المخدة ثم سألتني مستنكرة ما أريد من هذه الشنطة. قلت لها أني ابحث عن ساعة أبي "السيكو فايف". لم تعترض كثيراً ربما أحست ما بي من الحنين، فتحت الشنطة التي لم تكن بها أي ملابس، وجدت بها نظارته، وجواز سفره، ودفاتر كثيرة تخص الفرن. أمسكت أحد الدفاتر عندما فتحت احدي صفحاته وجدت أسم علي رأس الصفحة، أدهشتني حسن المصادفة "عباس حاكم"عليه رحمة الله انسان له معزة كبيرة فلم يكن مجرد والد صديقي حاتم لكن كان آخر بيت غادرت منه السودان في اتجاه أمريكا . انتقلت الى صفحة أخري وكان أيضاً أسم مألوف دنيال ماركيوس. أصبحت أريد أن أمر علي كل الصفحات فالاسامي تسعدني، وكأني التقي بأناس تسعد الروح بمجرد ذكرهم. رجال كانوا ولاذالوا معالم في هذه المدينة. المرضي وداعة الله، خلف الله محمد علي، حسن السروجي، عثمان أرباب، محمد حسن القنالي،عزت السيد،عباس توفيق،النور يس، عمر يس،شعبان صالح ، أحمد عبد الله، سيد الدالي، مصطفى شحاته،عمر قنديل، عبد الرحمن هارون،الياس دهب،أحمد عوض الكريم، إسماعيل الزبير،الفاضل عمر،أحمد خلف الله،محمد فيروز ، عبد العظيم شنان، عوض الكريم العبيد، عبدالمجيد عشريه. صلاح مختار. أحمد عتيق، و الكثير الكثير . نترحم علي الأموات منهم وندعو الله أن يوالي الأحياء منهم بالصحة. كتبت هذه ألاسامي كل علي حدي في صفحة تخصه. مع تقسيم الصفحة ألي أربعة أعمدة. التاريخ ، الكمية، المبلغ، ملاحظات. لقد كان حال الطابونة كحال السودان، توالت عليها الظروف و الأزمان. لا أدري كيف كانت البداية فانا ولدت وليس ببعيد عن الطابونة. كانت عجلة العيش ووضعي في قفة العيش أحلي فسحة اتمناها. طفولة في روضة (ماما سعدية) بنادي الزهرة الذي كان قاب قوسين أو أدني من الطابونة. نأتي الى أبي في الفرن في وقت الفطور. يجهز لنا الفطور الذي عادةً ما يكون فتة لبن أو زبادي من دكان رؤوف. وكثيراً ما نرفض الروتين ونطالب بالطحنية السحرية من دكان عم عبد الرحمن القنيوي . ويذهب أبي ونترقبه في مشيته الفريدة، اليدين خلف الرأس مع تميلهما الى جهة الشمال. وما الزا واشها سندوتش الطحنية بالخبز الساخن .كان العمل في الفرن نظام إئتماني حتمته الثقة العرفية. يخرج الموزعون بعجلة الطابونة كل في اتجاه. عجلة تتجه الى العنابر والري، وواحدة تتجه الى حلة الشوايقة واخري الى الدكاكين وحي النادي. كل موزع يحمل الخبز البلدي الطازج المخبوز علي الفرن الحجري. الذي عرفنا أهميته الحقيقية بعد وصولنا الى بلاد العم سام . حيث الفرن الحجري ميزة يعلن عنها في لافتات محلات الخبز والبيتزا . ويذهب الموزع الى كل زبون في داره، تأخذ الاسره الكمية التي تريد، ثم تعطي كرت الخبز الشهري ليكتب الموزع عدد الخبز لذلك اليوم ثم يعيده اليهم، ويتم الدفع في نهاية الشهر بعد أن يرسل أبي إيصال الدفع الشهري. لابد أن أشير أن كرت الخبز الشهري كان مكتوب عليه "القناعة كنز لا يفني" يبدو أنها حكمه أحبها أبي.تمر السنين وكانت إجازة المدارس الصيفيه تعني الذهاب مبكراً إلى الطابونه لمساعدة الوالد. وما أروع أن تكون في ذلك المكان و يتوافد الناس الى الطابونة فرادي ومثني وثلاث ورباع،أناس كان جزء من لونية الحياة في هذه المدينة، نساء يحملن قفة الخضار ووقفه أخيرة في الطابونة حتي تكتمل المستلزمات اليومية، قد يدخل ادوارد ليصلح طاولة عيش كانت قد تكسرت، أو الضو ليوصل لمبة في حوش الطابونة، أو أستاذ ابراهيم شهاب وهو يضحك ويمازح أبي بلهجته المصرية.أو عفراء عبد الرحمن وكان عمرها خمسة سنوات وكان أبي كثيراً ما يمازحها.فبعد أن ساءت ظروف السودان الأقتصادية في اواخر السبعينات و أوائل الثمانينات واصبح الخبز " سلعه نادره". تلاشت كثير من خدمات الطابونه الرائعه . فاصبحت لا حوجه إلى الموزع حيث أن الخبز يتخاطفه الناس. وعجلة العيش فقط يستخدمها أبي لوضع خبز البيت و الخضار من عم علي. وكثيراً ما كان يقتادها مشياً. ولا يحتاج أبي إلى دفاتر فاصبح الدفع مقدماً. والنظاره فقط لقرأة الجريدة التي كان من مهامي أن احضرها يومياً من كشك عم محمد أحمد من السوق. وجأت الصفوف. وكان أحرج المواقف أن تري أم صديق عزيز في نهاية الصف ولن تدرك الخبز. وما أكثر الأصدقاء و الأحباء في تلك المنطقه. وكثيراً ماكان أبي يثور علي بسبب محاولتي في أخراج خبز لأم صديق وعدم الألتزام بالصف.مع التزام أبي الشديد بالصف إلى أن هنالك ثلاثه أسر يحجز لهم الخبز حتي قبل الخبز المخصص لاسرتنا. كان يشدد " ما تنسو تطلعوا عيش مصطفى شحاتة وعيش ناس سيد الدالي، وعيش عباس توفيق". لقد كانت هذه الاسر تحجز خبزها في أيام الوفرة لسنين طوال فلم ينساهم في أيام الندره. لا أدري ماذا حدث لمدينتي ، لا أدري لماذا التغير وكان كل شيء بسيط. ما الصعب في أن يحتفظ محي ألدين بعجلته، ما الصعب أن تكون الروضة في الأندية ولا حاجة لنا بروضة يعلن عنها في التلفاز. ما الصعب في نذهب الى مدارس الشجرة العريقة ولا حاجة لنا بقبسٍ أو أبن بيضباب، ما الصعب في أن نذهب الى شفخانة علي العوض وحبوب سلفا في قرطاس كانت تداوي الناس. ماذا حدث لهذا الزمان. | |
|
| |
اسماعيل طة محمد طة وسام الدرجة الاولي
الجنس : الاسم كامل : اسماعيل طة محمد طة
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأحد 29 مايو 2011, 10:10 am | |
| الاخت ام وئام واللة انا معجب بكتابات اخونا الواثق وزكرنى بحبوباتنا وسرده للقصة وهو اكثر من رائع ويجزبك على ان تتم ما يكتبة لة التحية والاحترام000 بالمناسبة كتب عن اخونا كيجاب كثير وما اروع ما كتب | |
|
| |
فخري احمد عبدالله admin
الجنس : الاسم كامل : فخري احمد عبدالله
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأحد 29 مايو 2011, 5:07 pm | |
| حبيبنا الواثق متعك الله بالصحه والعافيه ومزيد من الابداع والتالق منتظرين المزيد ولكم اختي اماني واخي اسماعيل ولكل الاخوان والاخوات ربنا يديم علينا المحبه والاخوه والتواصل . | |
|
| |
nimat mohamed salih المعلمة والمربية
الجنس : الاسم كامل : nimat mohamed salih(um ramiz)
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأحد 29 مايو 2011, 8:27 pm | |
| الغالية ام وئام يارائعة شكراً كتير على لفتاتك المتميزة والمتفردة ,,,تعجبنى كثيراً اهتماماتك
الجميلة واحساسك الدائم لاسعاد الغير ومتعتهم لك التحية وكل الود. | |
|
| |
nimat mohamed salih المعلمة والمربية
الجنس : الاسم كامل : nimat mohamed salih(um ramiz)
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأحد 29 مايو 2011, 8:48 pm | |
| الاخ الكريم الواثق, تحية تقدير واعجاب.
تابعت يشغف بالغ هذة الذكريات الجميلة التى تحمل فى طياتها ابداع فى السرد وقدرة فى الصياغة منقطعة النظير,,فقد اتت عبارتك شجية سخية
برغم بساطتها تستريح تحت دوحتها النفس المتعبة , سرد ينم عن موهبة مزجت بقوة التعبير مما يجعلة يصل الى قلب كل من اراد الاستمتاع بمثل هذة ( الواثقيات)
كما يحلو لى تسميتها,,,احيك اخى كثيراً على هذة البراعة وهذة الصورة التصويرية الجميلة لمذكراتك التى اصبحت متكأً ومقيلاً على سطح صفحة بيضاء تسر الناظرين.
| |
|
| |
karim الرئيس الفخري
الجنس : الاسم كامل : كريم محمد عوض الكريم
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 30 مايو 2011, 6:46 am | |
| الاخ الواثق كلام ينم عن امكانيات ادبية رائعة نرجو المتابعة للامتاع
يديك العافية ويقويك | |
|
| |
الواثق عبد الباسط شجرابي
الجنس : الاسم كامل : الواثق عبد الباسط
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 30 مايو 2011, 2:43 pm | |
| شكراً يا أم وئام أشكرك علي نقل الموضوع. | |
|
| |
الواثق عبد الباسط شجرابي
الجنس : الاسم كامل : الواثق عبد الباسط
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 30 مايو 2011, 2:44 pm | |
| أشكرك أخي العزيز اسماعيل تحياتي لك ونتمني التواصل . | |
|
| |
الواثق عبد الباسط شجرابي
الجنس : الاسم كامل : الواثق عبد الباسط
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 30 مايو 2011, 2:53 pm | |
| استاذتنا الأديبة نعمات أشكرك كثير الشكر. والله اعجابك بما اكتب فخر لي وانتي من تذوب الأحاسيس وتنهال معاني عبر قلمك. أشكرك كثير الشكر. | |
|
| |
الواثق عبد الباسط شجرابي
الجنس : الاسم كامل : الواثق عبد الباسط
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 30 مايو 2011, 2:55 pm | |
| فخري أخي الحبيب. هذا هو عهدنا بك. من غيرك يرفع المعنويات | |
|
| |
الواثق عبد الباسط شجرابي
الجنس : الاسم كامل : الواثق عبد الباسط
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 30 مايو 2011, 2:58 pm | |
| الأخ العزيز كريم . أولاً الشوق لك أخي . سنين طوال . تحياتي لك وشكراً علي التعليق. تحياتي لاسرتك. | |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأربعاء 01 يونيو 2011, 2:21 pm | |
| الاخوان فخري واسماعيل وكرييييييييم لكم التحية واسعد الله ايامكم
عدل سابقا من قبل ام وئام في الأربعاء 01 يونيو 2011, 2:31 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأربعاء 01 يونيو 2011, 2:26 pm | |
| - nimat mohamed salih كتب:
- الغالية ام وئام يارائعة شكراً كتير على لفتاتك المتميزة والمتفردة ,,,تعجبنى كثيراً اهتماماتك
الجميلة واحساسك الدائم لاسعاد الغير ومتعتهم لك التحية وكل الود. اختي الغالية نعمات كل جميل نستقيه من جمال روحك ورقة كلماتك ارجو ان تكوني بالف خير | |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الأربعاء 01 يونيو 2011, 2:29 pm | |
| - الواثق عبد الباسط كتب:
- شكراً يا أم وئام أشكرك علي نقل الموضوع.
اخي واثق انا سعيدة جدا جدا بنقل مواضيعك واتمني لك المذيد من الابداع وارجو حضورك في هذا الملتقي الجميل | |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: نوارة (1) الإثنين 04 يوليو 2011, 7:15 am | |
|
نوارة الشجرة........قصة بين الحقيقة والخيال...............//..//......أسبوعية إذا جاش الخاطراستغليت عربة أجرة من مطار الخرطوم الى الشجرة، فلم يكن أحد في انتظاري وكنت أريد أن أفاجيء الأهل بعودتي بعد هذه السنين الطوال في الغربة. رحب بي سائق التاكسي الذي كان يبدو من أبناء الغرب وتحدث معي عن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. سألني :- "بالله لما طلعت من السودان رطل السكر كان بكم". أجبته متهرباً " فرق كبير والله. "، لم يتوقف "طيب جالون البنزين ". و أيضاً تهربت "يا زول خليها على الله". فهو لم يكن يدري أن السنين قد كثرت وطالت. لم تتغير الخرطوم كثيراً ولاحظت زحمة شديدة في الطرق. عند وصولنا الى الشجرة كان واضحاً أن آلة الزمن قد أخذت نصيبها من الديار فبدت قديمة وصامدة. كان وقع المفاجأة عظيماً علي الوالدة والاسرة، في المساء أصبح الجيران و الأهل يتوافدون لسلامي، كبر من كبر منهم وشاب الكثير منهم، وفشلت أن أتعرف علي من تركتهم صغارى. وكانت أمي تطلب من أرفع الفاتحة مع الكثير منهم لأعزي في وفيات قديمة بسنين غربتي، وحديثة أحياناً. في الليل لم استطع النوم بسبب رقاد الحوش كان تغيراً لي بعد أن تعودت علي النوم داخل الغرف. لكني كنت في غاية الاستمتاع بهذا الوضع الذي كنت اشتاق اليه. النجوم واصوات العربات في الشارع واحياناً اصوات كلاب الحلة. وكم كان بي شوق لسماع أصوات جوامع الشجرة ترفع آذان الصبح، وخاصةً آذان جامع الحماداب، فحين بدأ شيخ برعي يؤذن وددت أن لا ينتهي من آذانه فصوته مميز وشجي لا مثيل له وتدمع العين أحيانا لصوته وكلما قرأت كتاباً أو حديثاً عن كيف كان يوءذن سيدنا بلال رضي الله عنه يأتيني صوت شيخ برعي. وجاء الصباح المميز في الشجرة، صفارة الري دوت وعم صوتها كل ارجاء المدينة، عساكر المدرعات يرددون الجلالة العسكرية:- (يا زول يا زول أنت وين ماشي...أنا ماشي الجيش أبقا جياشي... ).. رجل ردد "المعا قزايز .. جركنات صفايح.." وآخر من علي البعد "صلح سراير الحديد".. أصوات كثيرة كنت اسمعها كشريط موسيقي يردد لي أغنية محفوظة المقاطع. شربت شاي الصباح داخل المطبخ مع الوالدة وانا في سعادة لا توصف بالنظر اليها وتحدثنا كثيراً ثم خرجت هي إلى السوق وانا بعدها. في السوق اشتريت جريدة الأيام والصحافة ومجلة ألاذاعة والتلفزيون والمسرح ثم توجهت إلى مطعم شربكوت الذي كان علي حاله لكن شربكوت نفسه تغير وبدأ الشنب رمادياً وبعض التجاعيد اعتلت جبينه، لكن روحه المرحة لم تغير. اخترت تربيزة خارج المطعم تحت الشجرة حيث يكون السوق دائرة حولي. ضج المطعم باصوات الزبائن، فهناك من يحاجج شربكوت أن يزود الزيت علي الفول ويرد شربكوت :- "يا مايل أنت عاوز تتمسحبو ".. واخر يطلب زيادة كمونية.. يضحك الناس من وقت لاخر مع تعاليقه. مجموعة يتحدثون في الكورة ومجموعة أخري تتحدث في السياسة. فجأة عم سكون وجيز في المطعم التفتت الأنظار إلى أمرأة قادمة من اتجاه البوسطة أمام دكان قبيل. كانت المشية والقوام في قمة الجمال. مازحت وضاحكت كثيرٌ من من قابلت ومن من خرج ليحيي، بدت لي كأنها نجمةٌ معروفة في هذه المنطقة. وقفت أمام المطعم، نظرت إلي ودققت، دون أن أشعر خلعت طاقيتي وهذيت بانحناءا رأسي محيياً، ردت بابتسامة مع هزة رأس بالمثل وضحكت واخفت الكثير من ضحكها بعد أن استدارت بجسدها لاكون خلفها ، وكان منظراً آخر. لم أكن أدري ماذا فعلت لاثير كل ذلك الضحك، فقد لاحظت في شيء غير مألوف لم أفهمه إلا بعد وجدت طاقيتي السودانية في يدي لاحقاً. جاءها شربكوت يحمل صحن طعام لها ويقول لها أهلاً نوارة الشجرة وست البنات، وطلب من أحد عماله أن يوصل معها صحن طعام آخر وقال لها.. "يا السمحة ما تنسوا ترسل الصحان لما تخلصو" ردت "حاضر يا عم عثمان" لاحظت أنها تنطق الثا صحيحاً باستخراج اللسان عندما قالت عثمان، قلت لنفسي يبدو أنها مميزة في كل شيء.. وغادرت في إتجاه البوسطة وكنت أراهن نفسي علي أنها ستلتفت بنظرة قبل أن تصل مزيرة دكان قبيل، فاذا فعلت فللحديث بقية وان لم تلتفت فذاك كان لقاءاً كالبرق يخطف الأبصار. فعندما دنت من المزيرة بدأت أعد في دواخلي عداً تنازلي تلاتة اتنين واحد صفر..يا لفراستي! قطعاً سيكون للحديث بقية . بعد أيام ذهبت ابحث عن الأصدقاء وجدت بعضهم غادر الى الخليج واوروبا ومن بقي منهم أنشده بمشاغل الحياة. الوحيد الذي لم يتغير كان عثمان "كمان" جاءني و لا زال في رومانسيته يعشق النساء ويهوى الغناء، و يحدثك عن أجمل جميلات الشجرة هذه الأيام وما كتب فيها من أشعار، والالقاب التي يطلقها عليها من "ذات القوام" و"لوليتا" و "خضاري" و "الحالم"، ويغني لها جميل الأغاني ويبدع في ذلك ثم يقول جملته المعهودة عقب كل أغنية "يعني مستحيل الأغنية دي تكون لاي زول في الدنيا غير نجوى" ثم تظهر سلوى التي تفوق نجوى جمالاً وتبدأ معضلته في القلب بين امرأتين. لقد كان عثمان عازفاً متمكناً للعود والكمان لذلك كان يطلق عليه لقب كمان، وإذا حدثك عن أمرأة فأعلم علي يقين أنها ستكون في منتهي الجمال. إلا ما يوءخذ عليه أنه يكثر الحديث عن من يحب ويفضح، فكان البنات يخشين الأرتباط به. أخذ هداياه المفضلة دائماً فتيل ريحة فرنسي وباكو سجاير "بنسون اند هدجز" و طقم أقلام "باركر" وولاعة سجاير "رنسون"، تحدثنا كثيراً عن ذكريات قديمة وسألته عن الصحاب الذين لم التقي بهم،أبو الليل، وشرفي، وعثمان حريق، والطاهر زومبا، وصلاح ود الدايه، ومحمد جني، و صلاح قناوي. علمت أنهم لازالو في سمرهم في الجزيرة وصيد السمك وليالي الأنس الطوال، قلت له اني مشتاق للجزيرة و غروب الشمس في البحر. وفعلاً ذهبنا للبحر الذي أيضاً تغير كثيراً. قلت الأشجار بقرابة النصف و الرمال لم تكن كما كانت في تلك الأيام فقد فقدت لونها الذهبي. استغلينا مركب أبو الليل إلى الجزيرة، مجرد أن رست بنا المركب هاجت الذكريات في دواخلي كيف كانت طفولتنا وصبانا في هذا المكان كيف كن نسبح ونقفز من الحديدة. تحدثنا كثيراً عن الأصدقاء و الأحبة والرحلات في هذا المكان وايام شم النسيم والكريسماس، وتذكرنا سخانة رمضان والنوم بالهدوم المبلولة ، وكيف كان أبو الليل يملاء جركانة من موية البحر ويقول ليك "حكمة الله مافي حاجة بتروني في رمضان إلا موية البحر"، تجولت في الجزيرة كلها وتفقدت شجر اللالوب والنبق، وتنفست هذا الهواء الطلق الذي أعاد الروح إلى الأعماق. بعدها شرعنا في العودة قال لي عثمان سنذهب لناس نعرفك بيهم أسرة بسيطة دايماً بنقعد معاهم ناس حلوين، تعذرت له لاني كنت متعب قليلا و فرق الوقت بين أمريكا والسودان لا زال موثر في ،اصر اصرار شديد وقال لي أنهم متوقعين حضوري وغالباً ما يكون جهزو العشاء، فسيكون موقف محرج إذا لم اذهب. وافقته الذهاب بشرط أن لا نتأخر. تحركنا وتوقف عثمان في أحد البيوت المطرفة ليدعم نفسه بزاده الليلي، وقال ده بيت حواء طرف أقوي عرقي في الشجرة دخل وخرج يحمل تمويله علي عجل وخبأ قزازتة داخل كم الجلابية ثم ذهبنا الى منزله أولاً و أخذ العود والكمان وتوجهنا الى هذا البيت الوحيد في عوالي الري المصري.
| |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: نوارة (2) الإثنين 04 يوليو 2011, 7:18 am | |
| نوارة الشجرة ____________//___________ بين الخيال والواقع ٢عند اقترابنا من هذا البيت اعجني كثيراً موقعه علي هذا التل، والحديقة الصغيرة التي تحفه من جانبه الأيمن تجعله أشبه ببيوت القري. فأصحاب الدار كانوا أيضاً يعيشون حياة أهل القري فافترشوا سرايرهم أمامه. خبأ عثمان شربه في احدي الأشجار المجاورة للبيت حيث أخبرني أن ست الدار ترفض أي شرب في دارها. استقبلنا علي الدرويش الذي كان مستلغياً علي احد السراير ويستمع إلى الراديو الذي معروف عنه أنه يحمله دائماً. وسأله عثمان ممازحاً كما يفعل كثير من ناس الشجرة :- "يا علي الأذاعة ما جابت أغنية للشفيع الليلة" رد بكل جدية " الصباح جابو أغنية (الحالم سبانا) في فاصل من الأغاني ومتوقعين (القطار المرة) بعد الساعة عشرة بليل". فالرجل حياته حول الراديو واغاني الشفيع والذهاب يوم الخميس إلى سينما الوطنية غرب لمشاهدة فيلم (كابوي). جلست ودخل عثمان البيت ليسلم ويخبرهم بوصولنا. كانت مفاجأة عظيمة بالنسبة لي عندما وجدت أن "نوارة الشجرة " من من سكن الدار. سلمت علي ومعها امرأه حسبت أنها أمها في باديء الأمر ، لاحقاً تبين لي أنها جدتها من أبيها. علمت أن اسمها نورا والكل يناديها نوار، واسم جدتها فاطمة الهبانية . كان لقاءنا الأول في السوق كافي لادراك الخطوط العريضة ، الآن بدت لي هذه الفتاة آية من الجمال. دون شك لها مواصفات فريدة وغير مألوفة في هذه البلاد.لونها قمحي و لون عيونها بين العسلي والاخضر. الشعر في لونه أقرب للبني من الأسود. طويلة إلى حدٍ ما وممرحلة البدن، تتحدث متبسمة بالرغم من أن العينين تخفي شيءٌ من الحزن، عندما تضحك تبدو بريئة وتزداد جمالاً. صوتها متوسط العمق مع بطء قليل في السرعة يجعله يميل للدلال أكثر من التكلف ، ونطقها للسين و الثا باستخراج اللسان قليلاً.سألوني كثيراً عن أمريكا و الحياة فيها و الجرائم المسلحة وسألتني إذا ما كنا نخلع الطواقي لتحية النساء في أمريكا إشارة منها للقائنا بالسوق وضحكت مرة أخري. كان عثمان يختفي لدقائق ثم يعود وكنت أعلم أنه يشرب بالخفاء. استخرج عوده وارتجل كلمة رحب بي فيها ومدح أصحاب الدار وقال أنهم أهل كرم ومرؤة ودار مفتوحة لناس الشجرة . ثم بدأ يدندن بالعود سألها:- "نبدأ بي شنو يا نوار"ردت:-"اختار أنت أو خلي ضيفنا يختار" التفت ألي وقالت "اوع تكون نسيت الغناء السوداني"قلت لها يستحيل الواحد ينسي الغناء السوداني وطلبت منهم الأختيار حتي أري أي فترة زمنية تروق لهم. وفعلاً اختارت وكانت تحب أغاني ابراهيم عوض وعثمان حسين. ولاحظت أنها تميل إلى أغاني الوجد والشوق. تغني عثمان وابدع وطال بنا الليل ثم ختم باغنية "يا نور النوار يا نورا" وضحكت بخجل عندما قال عثمان "الأغنية دي ما مكن تكون لاي زول في الدنيا غيرك يا نوار". بعدها استأذنا للمغادرة بعد أن شكرتهم علي العشاء والجلسة الجميلة معهم ونهض معنا أيضاً علي الدرويش الذي قال لها :- "نوار بكرة لازم تسمعي( ما يطلبه المستمعون) طلبت أغنية (يا نسيت أيامنا) للاستاذ الشفيع واهديتها ليك، (عبد الرأوف محمد أحمد) قال حيجبوها آخر أغنية ". ضحكت وضحكنا ثم غادرنا وكان اسئلة كثيرة تثاورني. توقفنا عند بوابة الري مع تقاطع السكة حديد قرب جامع الري. جلس عثمان داخل كشك البوابة حيث يجلس عامل البوابة فكان لا يقوي على الوقوف، جلست في الأرض أمامه سألته عن هذه الأسرة فأنا لا أذكرهم في الشجرة. وبدأ يحكي لي الكثير عن هذه الأسرة. قال لي أن والدها ابراهيم الشريف توفي وهي بنت خمسة سنوات وحتي لا يفقدو البيت تم تعين جدتها عاملة في الري بعد أن توسط كبار أهل الري للمفتش. قال أن ابراهيم الشريف كان فني مكانيكة وابورات جاء منقولاً من عطبرة للري المصري، لم يعش طويلاً في الشجرة توفي بعد أربعة سنوات من قدومه، لقد كان متمكناً في المكنيكة كثيراً ما كان يصوب رأيه علي المهندسين بشهادة من عملوا معه. واخبرني أن شخصيته كانت غامضة، كان لا يصاحب كثير من الناس ، يجلس أمام بيته وحيداً يكتب كثيراً، و يستمع الى إذاعات بالانجليزي ويقرأ بعض المجلات الأنجليزية التي كانت تصله بالبريد شهرياً، وكان تصله خطابات كثيرة حتي كان الناس إذا رأوا محي ألدين بدراجة البوسطة متوجه إلى الري يعلمون أنه قاصد بيت الشريف. سألته عن أمها واخبرني أنها توفيت في ولادتها علي حسب ما ذكر والدها. سألته كيف توفي قال أنه توفي بسكتة قلبية في كوستي وهو في مأمورية عمل.................ونواصل............................
| |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: رد: كتابات واثق عبد الباسط الإثنين 04 يوليو 2011, 7:21 am | |
| نوارة الشجرة ____________//___________ بين الخيال والواقع ٣يذكر الناس طفولة نوار جيداً ويحفظوا كثيراً من القصص عنها. يقال أن والدها كان لا يعترضها في أي شيء شرعت فيه. فاذا خرجت وهو جالس أمام البيت في جلسته المعروفة يترك كل شيء ويمشي خلفها متابعاً، اليدين خلف الظهر والمشي ببطيء و الجلوس علي الأرض إذا وقفت لتتأمل شيءٌ شد انتباهها، ثم متابعتها حين تواصل المشي مرةً أخري. ولم يكن لها خط سير محدد، فتارةً تسلك شارع الري فتمر ببوابة الورش ثم تتابع إلى كبري الميزانية في الميناء، ثم الجناين ويستقبلها هنالك عم عبد الخير بورد الياسمين الذي كانت تحبه، ثم تصعد سلم ميدان الاسكواتش وتكمل الدورة بالعودة إلى البيت. وأحياناً أخري تسلك الجانب الأخر من البوابة فتمشي حتي تصل البحر وتخوض حتي تصل مصايد الأسماك ثم تعود مره أخري وكان في بعض المرات تتعب فيحملها والدها فتنام عليه. ويذكر الناس أيضاً حبها للقطار فعندما تسمع صوته تفتح الباب وتجري إلى البوابة، ويجري معها والدها أو علي الدرويش الذي يقضي معظم وقته في بيت الشريف. فتشير بيدها إلى ركاب القطار وداعاً، حتي أن بعض سائقي القطارات بدأوا يعرفونها فعندما يصل القطار منطقة اللاماب أو بوابة الذخيرة يبدو في الصفير المتواصل أملاً في أن تسمعهم وتخرج لتحي. وعندما يرونها يقذفون لها حلاوة "كسلا" في حالة المغادرة من الخرطوم واللالوب والقضيم والقونقليز في حالة العودة إلى الخرطوم. ولم تقتصر شعبيتها في ذلك فقط فأصبح عم أحمد يأخذها ببص الري بالقرب من عيادة علي العوض إلى البوابة ثم من البوابة تنتظر عجلة العيش أو عجلة البوسطة لتعود بها إلى البيت. يذكر آدم غفير البحر أنها أجادت السباحة و عمرها حوالي ثلاث سنوات. لقد كان الشريف والدها متمكناً في السباحة وكان يأتي بها إلى البحر، ويدربها كثيراً. فأجادت السباحة وعبرت إلى الجزيرة أول مرة وهي في ألسنة الخامسة من عمرها. وقال لي أنه يذكر ذلك اليوم جيداً، فوالدها كان يجلس في الحديدة وطلب منها أن تعبر لوحدها إلى الجزيرة. وعندما تدخلت واعترضت والحديث لآدم وقلت له "الشافعة دي صغيرة يا زول". غضب غضباً شديداً وطلب مني ألا اتدخل بينه وبين ابنته وان ابتعد عنهم. بعدها جلس علي ركبتيه أمامها وتحدث معها كثيرا ثم حضنها وقبلها وطلب منها أن تعبر. يقول آدم لقد خلعت ثيابي وكنت جاهز للتدخل في حالة أنها تعبت "فلم أكن أضمن تصرفات الزول ده"، وفعلاً عبرت وبمجرد أن وصلت إلى الجزيرة صاح الشريف باعلي صوته "كلام نصو عربي ونصو انجليزي الفهمتو منو قود.. قود..قود..بري قود ".. ثم سبح هو عابراً واختفو في الجزيرة إلى ما بعد الغروب ثم سبحوا راجعين. "الزول ده حقيقي كان عندو تصرفات غريبة".بعد وفاة والدها وهي لا زالت صغيرة لم تكن تعرف الخوف. فكانت تخرج أحيانا بالليل وتذهب إلى الجيران أو أي بيت يروق لها في الري. فاذا جأت ساعة نومها وافتقدوها يبحثون عنها دار دار. فيجدوها أحياناً نائمة في أحد البيوت، واحياناً يصعب العثور عليها، فيذهب الناس إلى الجامع ويزيعوا بالميكروفون (نوار ما لاقنها يا ناس). فيخرج الناس للبحث عنها. فيقول واحد "أنا شفتها بعد أذان المغرب بتلعب قدام بيت ناس القنالي". وآخر يقول:-"العصر شفتها في نمرة ٤ طالعة في شجرة الجوافة "، وكان الناس أثناء بحثهم إذا مروا بالفكي العميان يقول لهم "يا أخونا ما تتعبو البت دي بترجع... البت دي فيها حكم". كثيراً من الأحيان كانوا يجدونها مع علي الدرويش الذي يصطحبها إلى السوق لشراء الكيك والباسطة لها من صدقي. فاصبح في حالة البحث عنها يبحث الناس أيضاً ويسألوا عن علي الدرويش.كثير من الجيران كان يتفاءلون بطلتها فإذا دخلت منزلاً يفرحون ويتوقعون خيراً. أكثر الناس تفاوءلاً بها كان السخي فإذا مرت بشلة الكتشينة يناديها "يا نوار تعالي يا بتي لي عمك، تعالي جري لي الجوكر البخارجني من الوحوش ديل" فتسحب له فيكشف الكرت ويهتف "حبيبتي.. حبيبتي أنا.. حبيبتي نوار..كتلتكم كتلة...لب" ............ونواصل
| |
|
| |
ام وئام شجرابي مميز
الجنس : الاسم كامل : اماني سعيد وداعة الله
الاوسمة :
| موضوع: نوارة (4) الجمعة 15 يوليو 2011, 9:48 am | |
| نوارة الشجرة ____________//___________ بين الخيال والواقع ٤ مرت السنين بالناس سريعاً وكأنها أيامٌ قلائل واكتملت نوار الصغيرة وتحلوت إلى فتاةٍ فارعةٌ مثقلة الأنوثة. وادركت مدي جديد في أبعاد جمالها المتزايد. أنشده الناس مع التحولات واصبح الحديث يأخذ ميلاً جديداً والنظرات تبحث عن نهاية لهذا الجمال. لم تأنس هي شيئاً جديداً عليها وحملت في ...دواخلها ثوابت لم تبحث عنها، لكن أدركتها بفهم مبدء انسانيتها، وحملت من ذلك حرية ذاتية مشبعة بدوافع خفية نحو شيء مجهول، ولمسة حزن دافئة غطت المشاعر و أطلت قليلاً من العيون. سنوات الدراسة في مدرسة الشجرة المصرية كانت بداية الانجراف في تيار الحياة العنيف. في المدرسة كثر الأحبة والمعجبون . عبر البعض عن حبهم علي جدران المدرسة فلا تجد جانباً من المدرسة إلا وكتب علي جداره "أحب نورا" ، وعلي الأدراج رسمت القلوب و الأسهم والحروف. وانهمرت عليها الخطابات الغرامية. كل ما فهمته من الأحبة أن هنالك شيٌ أحسوه في دواخلهم يخصها. ولم تفهم ما خالط احاسيسهم من نزعة التملك و الاقتناء، فكان تناقض في نظرها أفسد المحصلة النهائية لما أسموه الحب. فاكتفت أن ترد بابتسامة لكل من صرح واباح وكان في ذلك أمل قوي يدفعهم للاستمرار والتمسك . خارج المدرسة يجلس علي الدرويش مع بائعات الحلوى يومياً في انتظارها. فهو لم يغب يوماً منذ سنوات المريلة، يأتي بها في الصباح ويعود لها ساعة الانصراف. وكان إذا أراد يقضي مشواراً وحتي يضمن حضوره قبل ساعة انصرافها يقوم بتأجير عجلة، و إذا لم يكن معه "شلنق الأيجار" يرهن الراديو مع حسين العجلاتي وكثيراً ما يتأخر عن ميعاد الترجيع بسبب بحثه عن من يسلفه "شلنق" لاسترداد الراديو. و عندما يظهر يري الغضب في وجه حسين ويقول له "يا تدفع ريال يا راديك ده أودي الدلالة" و يتحجج أن الجنزير وقع ولم يستطع تعديله. أثناء النقاش يباغت حسين ويحضنه من الخلف ويمسكه من الوسط كالمصارعين ويضحك ضحكته المتقطعة ويحلف بأنها آخر مره يتأخر فيها ويردد "عليك الله ..عليك الله.. عليك الله يا سحس".. ويكون ذلك كافي لنيل العفو واسترداد الراديو. وبعد استلام الراديو ونفخ الغبار عنه وضبط الموجة يسأل "اوع تكون فاتتني أغنية للشفيع"كان الأرتباط بين علي الدرويش ونوار قوي. فهي تفتحت علي هذه الدنيا ووجدته أمامها. تشعر بمنتهى الأمان معه. وكان يسهل لها كثير من الصعاب وتعتمد عليه في كثير من المهام . وتأخذ بنصيحته في لحظات التردد والحيرة. وكثيراً ما يصيب رأية. لم تنظر له أبداً علي أنه "درويش" وتكره هذا الأسم . و إذا نادة أحد بهذا الأسم تستنكر وتقول "اسمو علي عبد الله "، وهو يقول "الشريف أبوها موصيني عليها وهي أمانة في ضمتي ومؤكد علي ما أمنعا من أي شي دايرا". وكان علي ينفذ هذه الوصية تنفيذاً كاملاً لا يمنعها من أي شي شرعت فيه. فاذا كانت في البحر وارادت أن تسبح ينتظرها ويحاجج أدم غفير البحر الذي يعترض أن البت كبرت وما مفروض تعوم قدام الناس. وهو يرد "يا آدم عايمة بي هدوما وانا حارسا مافي زول عندو كلام".لم يكن لعلي أسرة في الشجرة ويعرف الناس أن له أخ يسكن الفتيحاب يزوره أسبوعياً بعد صلاة الجمعة ويعود للشجرة مع المغرب، يقضي معظم يومه في السوق وينام أمام بيت الشريف، يسترزق من العمالة اليومية من ردم و ازالت مخلفات البناء و النقاشة. و أيضاً معروف بمساعدة الناس في الأفراح والوفيات. فاذا حدثت مناسبة فرح أو وفاة في أي بيت في الشجرة يأتي ويقيم معهم حتي انقضاء المناسبة. فيقوم علي الضيوف بتوزيع المياه ورص الكراسي و قضاء الحوائج من السوق ويشهد له بالامانة. ولا يسأل عن أجر لكن العرف السائد يدفع له الناس بعض المال القليل الذي يأخذه بضحكة رضاء وهو يقول "يا أخوانا ده الواجب ". وكان يعزي الناس بالبكاء بعد الفاتحة ويردد "الله الله ". ... ونواصلمشاهدة المزيد
| |
|
| |
| كتابات واثق عبد الباسط | |
|