السودان الجديد

لست من انصار مناقشة الامور السياسية في العام ولكن بما ان الامر معني به قضية كقضية انفصال الجنوب فلا باس من ابداء الراي ..
ود البلد :
لهجتك لا تدل على نواياك بابقاء الوطن واحدا ..
انت اونا ومعنا مجموعة كبيرة جدا من ابناء الشمال لا نعرف عن الجنوبيين الا حوالى عشرة نفر ونتعارك معهم ليل نهار نتنابذبالالقاب - سحمان و سلفا طير .. هذا فقط تكريس للانفصال ليس الا .. هل يوجد عضو جنوبي هنا لنسمع رايه ؟ الا اذا افترضنا الحبيب جوبتر جنوبي ... هذه مزحة --نحن الذين نسال ونحن الذين نجيب على انفسنا ونحن من نقرر .. والكل يجري ولا يلوي على شئ.. لا احد ينظر خلفه فقط يهمنا ان نهزأ من باقان او ياسر عرمان . وننتصر عليهم لانهم يهاجمون حزبنا الحاكم فقط . ان من الخطورة هو ترك امر الجنوب ليقرره مجموعة حاكمة من حزبين لانه سيكون قرارا احاديا من كل جانب هم اذا انفصلوا سيكونون دولتهم وحينها لن نكون لنا خيار الا التعامل معهم بندية وسياتي باقان او عرمان وربما ستعزف له الموسيقى السلام الجمهوري لدولة الاماتونج .. هل هو هذا ما افلحنا فيه وانتصرنا على باقان وعرمان ؟؟ من لا يريد وحدة ويريد انفصال الجنوب فليس كرسي الحكم مكانه فعليه ان يتخلى عنه ويفسح المجال لغيره الذي يستطيع ان يحفظ للسودان وحدته اما ان تجلس في كرسي الحكم وتشتري هذا الكرسي بثلث مساحة السودان فهذا والله ثمن غال وغال جد وممهوربدماء الكثيرين الذين ماتوا وهم يظنون انهم كانو يقاتلون من اجل الحفاظ على وحدة البلد ..
لو جاز لنا ان نسمي مخطط التقسيم هو صنيعة غربية فهو قد استخدم ابسط انواع الاسلحة وهو ضعف سياسينا امام شهوة الحكم فالان قد ثبت لهم ان بقاء الوطني في الحكم مقابل انفصال الجنوب هو معادلة ممكنة الحل ولهذا فالغرب يجعل الامور تنساب على طبيعتها وبسلاسة حيرت معظم المراقبين ... لقد وضعت طائرة الانفصال على المدرج وابتدا تشغيل ( الفلاش لايت) ايذانا بالاقلاع فلا يقلق الانفصاليون فمآربهم ستتحقق اما الوحدويون فلا مكان لهم في السودان الجديد وعليهم اختيار اي الدولتين ...اما جبال النوبة وجنوب النيل الازرق فهذا موضوع حرب جديدة تستنزف الدولتين الخديدتين من جديد ..
الانفصال لا يعني استقرارالاوضاع وانما هو موضوع جديد ملئ بالمفاجآت ..
سيدفع الوطني انفصال الجنوب ثمنا لبقائه في الحكم ثم سيغادر بعدها الحكم لانه يكون قد استنفذ اغراضه فانه لا يدوم الا وجه الله الجبار فلو دامت لغيرك لم الت اليك . . وان غدا لناظره قريب ...