درر من كلام السلف

مما اثر عن الامام مالك بن دينار-رحمه الله -قوله:منذ عرفت الناس لم افرح بمدحهم ولم اكره مذمتهم فقيل له و لم ذلك؟قال:لان حامدهم مفرط وذامهم مفرط هذه ههي الحقيقه التي يلفت الامام انظارنا اليها هي في الحقيقه واضحه جليه ظاهرة للعيان يلمسها كل من كان له با الناس اتصال و ان اختلف الزمان او تباعد المكان غير ان الجديد في هذا الموقف هو النتيجه التي توصل اليها المام مالك رحمه الله-وهي عدم الاكتراث بما يقوله الناس مدحاً او ذماً فلا يبني على مدحهم لنفسه برجا عاجياًيتيه فيه على الاخرين ولا يرى بعبارات المدح والثناء التي تزجى له بين الحين والاخر فضلايترفع به ولا مجدا يتربع على كرسيه.
وبهذا الفهم وبهذه النتيجه و الخلاصه الماخوذة من الحقيقه التي ذكرت يضهر الفرق بيننا وبين سلفنا الصالح رحمهم الله.
فنحن نعرف حقيقة ان مادح الناس مفرط وذامهم مفرط وباالرغم من ذلك نقيم وزناً مهماً وشأناً كبيرا لكلامهم لا بل ان كلامهم يستوقفنا ويغير مواقفنا ويوجه سلوكنا ويحكم تصرفاتنا.
بصراحه اصبحنا ....في ميدان الناس من الوزن الخفيف جداً نطيش على سطح الماء ونسسسسسسسبح في الهواء ان مدحنا ونتطاير كأوراق شجر عصفت به الريح بفصل الخريف ان ذمننا فلا نحفظ في كلا الامرين مع خفتنا هذه لا مكانه ولا وقاراًولا هيبه ولاعلما ولا نصون قرابة او وداً.
فأن احدا ذم ثارت فينا ثائرة الغضب ......وان مدح احد فرحنا احيانا لدرجة الغرور.....فهلا اخذنا منهج الامام مالك بعدم الاكتراث بكلام الناس خاصه في هذا الزمن الذي للاسف ما عاد لهم بضاعة فيه الا الكلام...وتناقل اخبار الناس مع تحليليهاوتمحيصها وبيان الحكم فيها كل هذا يجري في خارج دائرة التثبيت والتيقن بمعنى انه يجري في دائرة الشك التي منعنا من دخولها .........ولكن يبدو ان كل ممنوع مرغوب فعلا...........