أتمني أن أجد بعض من رتعوا معي

بعد طول غياب
سأكون بمرتع الصبا أتمني أن أجد بعض من رتعوا معي ونبتت عظامهم من ذات الضرع
كثير من الإخوة لايتفقون بأن الماضي أجمل ومبرراتهم بأن الحنين للماضي فيه نوع من الونس
والارتباط الوجداني بكل ما مضي
نحن تربية حيشان حيث الرحابة, النفقات والامتداد والآن غرف وخيال متبطل
ساهم في تربيتنا كل من هم حولنا. الكل يرشد ويعاقب ويهدي والآن ضاقت الحلقة
كنا أكثر التصاقا بالطبيعة وكل ماحولنا طبيعي وأخضر. نعرف تفاصيل القمر ونتتبع مراحله. الآن لا يدرون بأن هناك قمرا. وما أدراك ما القمر
نحن صياغة الأحداث وكنا نحس لكل شئ طعما فذهاب أحد الأقارب أو الجيران إلي الحج حدث, السفر والقدوم حدث, الرحمتتات حدث, الأعراس حدث بل كرنفالات وتتقاطع خطوط أفراحنا في هذه العلائق, أما الآن فلا تعليق .
كنا كتار تعج بنا الشوارع والأزقة والآن خاوية. جلست مع أخ لي في آخر زيارة لي وبدأنا نحسب الغائيبين في شارع واحد
ياللهول الاقلبيه غايبين شتات شديد
كنا أكثر رشاقة وأخف دما لا نفكر في فروقات الطبقة وتمايز الخلق. كنا لا نعرف إلي أي قبيلة ينتمي الجار وجار الجار والآن ......وربنا يستر
إن جمال الأجيال السابقة يأتي من بساطة الحياة التي عاشوها بدون تعقيدات وأنا أعترف بأن الجيل الذي سبق جيلى أجمل من جيلى لماذا لأنة كلما جاء جيل جديد ازدادت تعقيدات الحياة فاندثرت معها البساطة والأريحية في التعامل كما لايفوتنا عامل مهم وهو التطور التقني الذي حدث في العقود الأخيرة في السابق تجتمع كل الأسرة في البيت الكبير يوم الجمعة وكنا ننتظر هذا اليوم بفارق الصبر ولكن هذا اليوم وبكل بهائه وجمالة أختصر في دقيقتين (الو كيف عاملين كويسين مع السلامة ) فأذدات التفرقة بين الناس وعدم التواصل و التراحم
.. ولكن هناك ذكريات غالية .. الحيشان .. الجيران .. الأصحاب .. فريق الكوره .. لم تكن هنالك فروقات أبداً .. بيت الجيران كأنه بيتكم احترامنا للكبير قبل الصغير .. ونسمع لمن يهدينا .. نعم كان هنالك شقاوة ولكن شقاوة بريئة .. وصراحة كان كل الحي أسرة واحدة في الأفراح والأتراح ..
عندما تعود إلى الديار بعد طول غياب .. حتماً تجد التغيير .. ولا تجد أقرانك وأصدقائك الذين عشت معهم هذه الفترة الحلوة.. الكل صار يجري مع هموم الدنيا .. كم كنت أتمني عندما أكون في إجازة أن أحضر مناسبة أي مناسبة .. والله ينتابني شعور جميل وأنا بين الناس ..
فهناك بعض العادات السمحة الحلوة الجميلة قد اندثرت مع العصر .. ما علينا إلا أن نقول لكل جيل زمانه ..
و لكن يظل الماضي أجمل و نظل في حالة حنين و اجترار دائما ً له و لا تخلو جلسة أنس من كلمة ( زمان كان ، و زمان كنا ) و يا حليل زمان
و أنت تحزم أمتعتك و تلملم أوراقك استعدادا للسفر قطعا تجول بخاطرك ذكريات الزمن الجميل و دروبا ً يا ما تأتيت فيها و مشيت تحن إليها و تشتاق إليك و تمنى نفسك أن ترتمي بين أحضانها قبل أن يرتد إليك طرفك كيما تطفئ ظمأك و تبل أشواقك وأنت في حضن الوطن