رحيق الشجرة العطر وأطلال مسجد الري والحماداب

كانت حقا من أجمل وأروع السهرات التي شاهدتها منذ سنوات في السودان وعن أحلي وأحب مكان الي قلبي في السودان مدينتي الحبيبة الشجرة وتشمل الحماداب دون شك,رحيقها عطر نفس كل واحد منها بعيدا عنها أجبرته ظروف الحياة علي أن يفارقهاورحيق حرك الشوق والحنين المتراكم لها ولأهلها وكل مكان فيها لكل شبر عشنا فيه طفولتنا وصبانا ومقتبل العمر وشبابنا فيها. من روضة النادي مرورا بالمدرسة المصرية وخلاوي مسجد الري والمدارس ,بإختصار شهدنا فيها عمرنا كله فيها فالأيام التي نعيشها بعيدا عن الوطن والشجرة نحسبها ضائعة من عمرنا,فرحت أشد الفرح برؤية أعمامي وخالاتي الرائعين حقا كروعة مدينتنا كل خط خطه الزمن علي وجوههم يحمل الكثير من الخبرات والعلم والعطاء ومازالوا يعطون ويبذلون الوقت والجهد والمال من أجل مدينتهم أطال الله في أعمارهم وجزاهم كل خير عن كل الأجيال التي استفادت من عطآئهم ,سعدت برؤيتهم حتي أنني ظللت طوال السهرة أوصفهم لزوجي وأتحدث عن كل واحد منهم وكأنه من أحد فرسان المهدية ولعمري فإنهم لا يقلون في شيء عنهم فهم سودانيين أهل العطاء والبطولة والتضحيات العظام, ولكن الشيء الوحيد الذي أشعرني بالمرارة وأنقص قليلا من حلاوة اللقاء منظر مسجد الري العتيق والذي حفظت فيه أجيال وأجيال كتاب الله الكريم وصلي فيه الألآلاف الصلوات المفروضة وصلاة التراويح يؤمنا فيها شيخنا وإمامنا الجليل (عمي الأمين ) أمد الله في أيامه وجزاه خير الجزاء عن كل من صلي خلفه ,وشهدنا فيه قيام ليالي رمضان المباركة وجلسنا نستمع فيه لخطبة الجمعة فترات ليست بالقليلة حينما لم يكن يشغلنا عن بيوت الله لا الأولاد ولاأبوهم بصحبة الأخوات التقيات حقا وأحسبهم عند الله كذلك إن شآء الله وكثيرات هن أذكر المقربات لي منهن الصديقة والخالة الرائعة (علوية سعيد) والغالية (أميرة القنالي) و(حياة ساتي),لماذا آل إلي هذه الحالة البائسة ؟ أين جيرانه ؟أين المصلون فيه؟ لماذا أسواره جزءا منها قد تهدم وألوان سوره باهتة تنظر للبيوت الزاهية الألوان من حولها في أسي وخجل ؟ والخيران منحوله مليئة بالأوساخ وجزوع الشجر مرمية أمامه وحوله .زلقد أحزنتني هذه الصورة للمسجد الكبير الغالي علي نفس كل أهل الشجرة الحبيبة .لا أود أن أظلم أهلي وناسي بكلا مي هذا لعلهم يسعون الآن لأصلاحه وإعادة تعميره وأنا بعيدة لا أأدري شيء عما يبزلونه في خدمته فإن كان الحال كذلك فبارك الله فيهم جميعا وجزاهم عن بيته أحسن الجزاء وإن شغلتهم الحياة وهمومها عن حاله فأرجو أن تكون كلماتي هذي بمثابة الذكري التي تنفع المؤمنين لهم ولنا ودمتم أهلي وذخري ومصدر فخري أينما ساقتني الأقدار...والسلام خير ختام .[left]