جاملنى واقراء مقالى

بسم الله والصلات والسلام علي رسول
الله
قرأت هذا المقال بصحيفة الجزيرة السعودية بتاريخ 27/3/2010م للكاتب د. عبد الحميد بن محمد الهليل
وأعجبني مضمون المقال الذي يطرح مشكلة حقيقية نعيشها نحن جميعاً كسودانيين ,
والي المقال مباشرةً:-

سمعت عن المجاملة كثيراً وتفكرت فيها ملياً، وقطع تفكيري ذلك الذي يردد(أجامل وابتسم واضحك وأنا في داخلي مقهور!!) فرجع بي تفكيري إلي المجاملة، وقلت لماذا يبتسم الواحد ويضحك وفي داخله مقهور!! لماذا لا يكون واضحاً لا يجامل علي حساب نفسه، وفجأة!! قطع تفكيري مرة أخرى! وقيل لي تفضل لتناول وجبة العشاء ،! لقد مررت للسلام فقط وأنا مرتبط بموعد آخر؟ قلت لصاحبي : اعتذر عن العشاء !!
رد صاحبي :
والله لن تذهب ثم قال ،"يا أخي جاملني وأرجوك أن تتعشي يا أخي مجرد مجاملة وهل أنا لا أستحق المجاملة منك؟؟ رجع بي تفكيري إلي المجاملة التي أصبحت هنا واقعاً وأعيشه وليس مجرد( تفكير) قلت لصاحبي يا أخي أنا مشغول ؟ رد صاحبي سريعاً وقال يا أخي : أنا حلفت هل تريد عليّ (تكفير) بسبب هذا اليمين؟؟ بعد ذلك سلّمت الأمر ودخلت لكي أتناول وجبة المجاملة!! قصدي وجبة العشاء ! بعد أن تعذرت عن موعدي المهم؟؟ بمكالمة هاتفية!! بدأت هذه المكالمة بالسلام وانتهت بضحكات فيها من(الأسى الضحكي) إذا صح التعبير !؟؟ لقد تفاجأت بمن اعتذر له عن الموعد بسماع ضحكاته وكأنه فرح باعتذاري !! يا إلهي ما الذي يضحكه !؟ قال لي سوف أخبرك إذا تقابلنا ؟ مرّت الأيام وتقابلنا وأول سؤال سألته ؟
لماذا لّما اعتذرت لك عن الموعد ضحكت ؟
ابتسم وقال : يا أخي لقد فرحت با اعتذارك لأني كنت أنوي الاعتذار منك قبل ان تتصل انت وضحكت فقد كفيتني همّ الاعتذار!!!
قلـت عسي المانع خيراً، قال إنها المجاملة فقد أمسك بي جاري ند خروجنا من المسجد وحلف عليّ وأقسم أن أحضر عقد نكاح ابنته وأكون من الشهود فجاملته !! انفجرت من الضحك وقلت وأنا لست بعيداً عن عذرك ؟؟ فلما علم صاحبي سبب عذري ضحكنا جميعاً!! إننا ثنائي مجامل وغيرنا ملايين!! ذهبت إلي عملي وكعادتي أجامل وأتحمل عمل غيري (المتلاعب ) إنه يخرج لحاجة غير ضرورية ويحملني عناء عمله! فإذا رفضت غضب عليّ فلابد أن أجامل !! وأتحمل عمل غيري, حتى راتبي ذهب في المجاملات آهـ ..آهــ، والغريب أني أعلم سبب همّي وغمّي أني مجامل ولكن لا أستطيع علاج نفسي !! جلست مع نفسي جلسة مصارحة فعقلي يقول لا تجااامل ! وعاطفتي تقول جاااامل .. فخلصنا أنا وعقلي وعاطفتي بأنّ عقلي جامل عاطفتي فلم يتغير شي ء!!!
رجعت وتركت عقلي وعاطفتي وقررت أن أذهب إلي طبيب علّه أن يكتشف ورماً حميداً ثم يجري عملية استئصال لورم المجاملة!! دخلت عليه بعد اختياري لطبيب الأمراض (الصدرية)، وقد تضحكون ولكني حتى في اختياري للطبيب مجاملة ، لقد قال لي موظف الاستقبال هذا طبيب ماهر فجاملته!! دخلت عليه ولم أفصح عن شي ْ!!فقط قلت له اكشف علي ّ فأنا أحس بضيق ؟؟ أجريت لي فحوصات كثيرة ، أخيراً قال لي الطبيب أنت تعاني من ضغوطات كثيرة جداً وهذا ما تبيّن لي نتيجة الفحوصات ، ثم جاءت النصيحة التي قصمت ظهري!!؟؟
أتدرون ماذا قال لي ؟؟
قال: لماذا أنت جاد في حياتك إلي درجة الانفجار!!! فالحياة تحتاج لمرونة ومجاملات لا إلي رفع ضغط وارتفاع سكر ونصيحتي لك جاااااامل جاااااامل ..جاملت الطبيب وخرجت وتركت الطب والطبيب ، وقررت أن ألتفت إلي شكل جسمي فقررت أن أغير شكله ومبناه بتمارين وحمل أثقال علي جسمي إذا اشتد يأتي لي بالجد ، عندها ستهرب المجاملة خوفاً من قوة جسمي ، التحقت بمركز رياضي وجلست أتمرن الساعات الطوال حتى خرجت عضلاتي عن( مسارها الروتيني المعتاد) ، وأصبحت كبطل كمال الأجسام ، فبينما انا احمل 100كيلو من الحديد عالياً ، ناداني في آخر الصالة احد المتدرَّبين فالوضع لا يسمح بالالتفات ، عند ذلك جاء الطبع فغلب التطبّع!! ، لقد حضرت المجاملة( بقوة العضلات وحجم بروزها!!) فالتفت مجاملاً زميلي فسقطتُ أرضاً وسقط الحديد على رجلي وأصبحت متأثراً برياح المجاملة الموسمية وخرجت من عالم كمال الأجسام وعدت إلي عالم المجاااملات بخفي حنين ،وليس لي الآن إلا أن أبدأ بنظام( الرجيم) علّني أن أعود إلي ما كنت عليه!! وقبل أن اختم أقولها جاداً
ما أجمل المجاملة إذا كانت موزونة بميزان لا إفراط ولا تفريط
.
منقول