صور من الحياة

صور من الحياة
الحمد لله الذي أنعم على عباده .. ومن تلك النعم التي لا تحصى .. نعمة المال ... حيث قال تعالى :المال والبنون زينة الحياة الدنيا . ولا شك أن الإسلام حفظ حقوق جميع العباد وما حق الملكية الخاصة إلا تطبيقاً فعلياً لذلك.
كما أن جميع القوانين الوضعية أقرت الملكيات الخاصة ونظمت طرق حمايتها . وفي نفس الوقت سنّت التشريعات على مدى العصور لوائح وأنظمة لحماية حق الملكية .. ومن جانب آخر وضعت العديد من الضوابط والأنظمة المتعلقة بحماية الحقوق المتفرعة عن حق الملكية ومنها حق التصرف وحق الإنتفاع وحق الإستعمال وحق السكن .. وحق التصرف هو الذي مكّن الدولة من إتاحة حق التصرف في منافع الأرض المملوكة لها لمن يرغب ولكن بالشروط التي يفرضها القانون. وتلك الشروط قائمة على أساس العدل والحفاظ على حقوق وحرمات الآخرين ..
كانت هذه مقدمة للدخول في الموضوع .. فصور الحياة في معظم مدن وقرى وأحياء السودان من جانب منح الدولة الأراضي للمواطنين وتصاريح المباني وتقسيم قطع الأرض إلى درجات كانت في الماضي تتقيد بالشروط القانونية .. ومدينتيّ الشجرة والحماداب في السابق كانتا من ضمن ما يطلق عليه أراضي الدرجة الرابعة – سكن الأهالي – ثم توالت إجراءات التسوية والتسجيل والتخطيط وإعادة التخطيط .. ومن أهم الضوابط في ذلك الوقت من ناحية ترخيص البناء حيث يمتنع قانوناً منح ترخيص بناء متعدد الطوابق .. فكنا نرى المباني كلها من طابق أرضي .. منها الجالوص الذي يعيدنا إلى ماضينا الجميل حين كنا نرسل إلى دكان الحي لشراء ما تطلبه أمهاتنا من أغراض ونسترق السمع من صوت مذياع آت من خلف نافذة خشبية لبيت الجيران يصدح خلالها صوت المرحوم عثمان الشفيع .. يوم قالوا لي الأقمار عليمة... فكانت متعة الحياة في هذه الصورة البسيطة التي عاش عليها كل السودانيون .. وكذلك نرى مباني لبيوت خلابة .. بيت مطرطش من الخراج وأسقف الزنك ملقمة .. والآن .. وبسبب عدم إحترام المسئولين وبعض من الناس للقوانين والضوابط إختلط الحابل بالنابل ... فمنحت الدولة تراخيص بناء لطوابق متعددة داخل الأحياء الشعبية .. وطلت النوافذ من تلك العمائر الشاهقة على حوش الجيران الصغير فإستعاذ ساكنوه بالبقاء في الغرف طيلة ساعات اليوم .. والنتيجة الخطيرة كذلك أن أبناء الجيران من ذوي الدخول المحدودة والمنازل الصغيرة بدأوا في التساؤل : لماذا لا يشيد والدنا منزلاً شاهقاً مثل منزل أو فيلا جيراننا...
كذلك من ناحية أخرى أضحت معظم شوارع الشجرة والحماداب بالكاد تسمح بمرور شخصين فقط بصيغة المبالغة وذلك بسبب ما ظل يقيمه ساكني المنازل خارج منزلهم من (شبردق – مساطب مسورة من حديد ) فإستقطع العديد من الناس مساحات كبيرة من تلك الشوارع وكأن تلك المساحات ملكاً لهم .. والمحليات تغط في نوم عميق .. ولا أدري فقد تكون قد قننت المسألة بفرض عوائد على الشبردق .. والله أعلم .
إن من حق العباد التمتع بأملاكهم ... ولكن صورة الحياة الكائنة حالياً في الشجرة والحماداب على سبيل المثال تؤكد أن عدم إحترام القوانين واللوائح والأنظمة تظهر المدينتين بهذه الصورة البشعة .
والله من وراء القصد.

الاح عبداللطيف بيك
نورت المنتدى
والله ده حال السودان كلوا
دولة الا قانون
والله كريم يزيل الغمة

الأخ كريم ......
لك خالص التحايا ... والمننتدى منّور بجميع أعضائه ..

لك الشكر الاخ عبد اللطيف على هذا الموضوع الهام

وصدقت الاخ كريم على الفوضة طبعا هى طيبة السودانيين

فى اى مكان واى زمان ياهو دة حالنا

واخيرا لكم الشكر ونتمنى ان تكون مدينة الشجرة والحماداب

من المدن المتقدمة باذن اللة0000